صعود الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي بينما النفط مستقر
يواصل زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي ارتفاعه المستمر، حيث سجل ارتفاعًا يقدر بحوالي عشر نقاط مئوية وتم تداوله فوق مستوى 1.3600 يوم الخميس. يعزى هذا الارتفاع في الزوج إلى ارتفاع الدولار الأمريكي بشكل عام، نتيجة للتوقعات بتأجيل بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي يعتبر المحرك الرئيسي لأسواق العملات الأجنبية في الوقت الحالي.
من ناحية أخرى، فإن التوقعات الخاصة بأكبر تصدير للنفط الخام في كندا، الدولار الكندي، تعرضت لعراقيل مؤقتة. ذلك بعد الارتفاع المفاجئ في بيانات المخزونات الأمريكية، التي أظهرت ضعفًا في الطلب. على الرغم من ارتفاع أسعار خام غرب تكساس الوسيط يوم الخميس، وذلك بفعل تصريحات إدارة معلومات الطاقة التي أخفت القلق الأولي، إلا أن توقعات سوق النفط الخام لا تزال على وضع غير مؤكد.
تحذر السلطات في بنك الاحتياطي الفيدرالي من التسارع في خفض أسعار الفائدة، وذلك على خلفية البيانات الاقتصادية الإيجابية والتضخم المستقر في الولايات المتحدة. حيث أثارت نتائج النمو القوية بشكل عام وثبات التضخم تساؤلات بين المتحدثين في البنك حول مدى ملائمة الظروف لتخفيض أسعار الفائدة في يونيو. ومع توقع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول، فإن الدولار الأمريكي يستفيد من هذا التوجه، حيث يميل الفائدة المرتفعة إلى جذب تدفقات أكبر من رؤوس الأموال الأجنبية.
من ناحية أخرى، فإن صانعي السياسات في كندا ظلوا أقل صخبًا بشأن خفض أسعار الفائدة، حيث أشار محافظ بنك كندا، تيف ماكليم، في الاجتماع الأخير للبنك، إلى أنه لا يزال مبكرًا للنظر في خفض أسعار الفائدة نظرًا لضرورة منح المزيد من الوقت لضمان تحقيق التضخم الهدف المرجو، الذي يبلغ 2.0% وفقًا لأهداف بنك كندا.
من المعتاد أن يؤدي الاختلاف في المواقف السياسية بين البنوك المركزية إلى تفضيل الدولار الكندي على الدولار الأمريكي (مما ينعكس سلبًا على زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي بشكل هابط). ومع ذلك، فإن بيانات التضخم الكندية لشهر فبراير كشفت عن انخفاض ملحوظ.
هبط مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يُعتبر المقياس المفضل لدى معظم البنوك المركزية لاستهداف استقرار الأسعار، إلى 2.1% على أساس سنوي في فبراير، بالمقارنة مع 2.4% في يناير. وبذلك، يكون الارتفاع الحالي أقل من هدف بنك كندا بنسبة عشر نقاط فقط، وفقًا لبيانات من البنك.
كما شهد معدل التضخم الرئيسي تباطؤًا إلى 2.8% مقارنة بـ 2.9%، وهو أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 3.1%. تقديم بيانات التضخم بشكل أقل من المتوقع يشير إلى إمكانية تغيير بنك كندا لموقفه الحالي "الصامت" في الاجتماع القادم للسياسة في 10 أبريل.
على الرغم من انخفاض معدل التضخم، يوجد أسباب أخرى قد تدفع بنك كندا للنظر في خفض أسعار الفائدة. يواجه الاقتصاد الكندي تحديات أكبر مقارنة بنظيره الأمريكي، وهذا يجعل الحاجة لتحفيز النشاط الاقتصادي باتخاذ إجراءات مناسبة أكثر أهمية.
يتمثل أحد هذه التحديات في بطء نمو الناتج المحلي الإجمالي في كندا، إلى جانب زيادة معدلات البطالة. وفقًا لتصريحات نائب محافظ بنك كندا المساعد، كارولين روجرز، فإن الاقتصاد يعاني من انخفاض في مستويات الإنتاجية وضعف في معدلات الاستثمار، وهو ما يتطلب تدابير عاجلة لتعزيز النمو وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
بالنظر إلى هذه الوضعية، يمكن لخفض أسعار الفائدة أن يلعب دورًا حيويًا في تحفيز الاقتصاد الكندي، من خلال تشجيع الاستثمار وزيادة الإنتاجية. وبالتالي، فإن إجراءات مثل هذه قد تكون ضرورية لتحقيق التوازن الاقتصادي ودعم النمو في الفترة القادمة.
بالإضافة إلى ما تم ذكره، يتضح أن سعر الفائدة في بنك كندا يقل بمقدار 5.0% عن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، الذي يتراوح بين 5.25% و5.50%. يُلاحظ أن هذا الفارق يؤثر بشكل طفيف على قيمة الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي.