سعر الذهب يتراجع قليلاً مع ترقب مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي
في يوم الثلاثاء، شهد سعر الذهب (XAU/USD) ارتفاعًا يُظهر تعافيه من أدنى مستوياته خلال نحو ثلاثة أسابيع، وقد وصل إلى ما بين 2016 و 2017 دولارًا بعدما لامس هذه المنطقة في الجلسة السابقة. هذا الصعود يأتي في سياق تراجع توقعات التضخم الاستهلاكي في الولايات المتحدة، مما يجعل السوق تتوقع أن يتجه بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة في مارس المقبل. هذا التوجه يُعتبر داعمًا للذهب، ورغم ذلك، يُلاحظ أن الارتفاع الحالي لا يزال يفتقر إلى قوة مستدامة.
أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة استمرار قوة الاقتصاد والتفاؤل المتجدد، لكنها ألقت بظلال من الشك حول إمكانية تبني الاحتياطي الفيدرالي سياسة نقدية أكثر تيسيراً. هذا الشك تعزز بفعل التصريحات الحازمة الصادرة مؤخراً من بعض أعضاء البنك المركزي. هذا التوجه الحذر زاد من التقلبات في سوق الأسهم وأثر سلباً على توقعات خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب. ونتيجة لذلك، ظل العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات مستقراً فوق نسبة 4.0%. هذا التطور أعطى دفعة للدولار الأمريكي وكبح بعض الارتفاعات في أسعار الذهب.
بالرغم من ذلك، تظهر الثقة العامة في الأسواق الآسيوية بشكل إيجابي كعامل مهم يمنع المتداولين من الاعتماد بقوة على الذهب كملجأ آمن. ويبدو أن المستثمرين في حالة ترقب، حيث يفضلون متابعة التقارير الأخيرة حول التضخم الاستهلاكي في الولايات المتحدة لفهم مستقبل سياسة الاحتياطي الفيدرالي، قبل اتخاذ قرارات تداول قريبة المدى. هذا الوضع يحتم على المتداولين توخي الحذر قبل فتح مراكز تداولية جديدة، خصوصًا مع الانتعاش الطفيف الذي شهده السوق بعد أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع، والذي شهدناه في جلسة الاثنين.
ملخص يومي لمحركات السوق: الذهب يكافح وسط حالة من عدم اليقين بشأن خفض الفائدة
-ذكر بنك الاحتياط الفيدرالي في نيويورك، في تقرير أصدره يوم الاثنين، أن توقعات المستهلكين الأمريكيين للتضخم في المدى القصير قد انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ تقريبًا ثلاث سنوات خلال شهر ديسمبر، مما يؤدي إلى ضعف الدولار الأمريكي ويعزز من قيمة سعر الذهب.
-من المنتظر أن يسجل معدل التضخم نسبة 3% خلال العام القادم، وهو الرقم الأقل منذ يناير 2021. بينما يتوقع أن يصل هذا المعدل إلى 2.6% بعد مرور ثلاث سنوات، وأن تبلغ ضغوط الأسعار 2.5% خلال خمس سنوات، بالمقارنة مع 2.7% في شهر نوفمبر.
-تظهر الأدلة من جديد استعداد بنك الاحتياطي الفيدرالي لتغييرات في سياسته النقدية قريبًا، رغم استمرار المستثمرين في خفض توقعاتهم لتبني سياسات تيسير نقدي إضافية نظرًا لمرونة الاقتصاد الأمريكي.
-أشار رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، إلى أن معدل التضخم قد انخفض أكثر مما كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن البنك المركزي الأمريكي يحتاج إلى المزيد من الوقت لتبني السياسات التي تهدف إلى استقرار الأسعار. وفي هذا السياق، يتوقع بوستيك خفض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2024.
-قالت ميشيل بومان، محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي، إن سياسة الفائدة الحالية تظل مناسبة وقد تؤدي إلى انخفاض المستويات التضخمية إذا استمرت على ما هي عليه. ورغم تواصل التحذيرات من التضخم المرتفع، إلا أن البنك قد يظل ملتزمًا بإبقاء الفائدة كما هو لفترة محددة.
-يثير هذا السيناريو شكوكًا حول إمكانية تخفيض البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في وقت مبكر، مما يحافظ على عائد السندات الحكومية الأمريكية لفترة 10 سنوات فوق مستوى 4.0٪، ويقلل من جاذبية المعدن الأصفر الذي لا يقدم عوائد.
-في نفس الوقت، يبقى اهتمام الأسواق مُركزًا على معدلات التضخم للمستهلكين الأمريكيين التي أُصدرت يوم الخميس، وهذه المعلومات قد تكون محورًا في تحديد الاتجاه المُقبل لزوج XAU/USD.