خام غرب تكساس الوسيط يتداول في نطاق ضيق، ويبقى دون 74 دولارًا
تتابع أسعار النفط الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط (WTI) مسارها الصاعد على مدى اليومين الأخيرين، حيث تظهر استمرارية في الاتجاه الإيجابي. وخلال جلسة التداول الآسيوية يوم الجمعة، تتأرجح هذه الأسعار في نطاق ضيق. يبلغ سعر البرميل أقل من 74.00 دولارًا، ورغم ذلك، يستمر النفط في تحقيق مكاسب أسبوعية متواضعة، مدفوعًا بتفاؤل التوقعات بشأن الطلب.
في الحقيقة، كانت توقعات كل من منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية (IEA) تشير إلى حدوث تحسن في الطلب العالمي على النفط خلال السنتين المقبلتين. وليس ذلك وحسب، بل يسهم الانخفاض الغير المتوقع في مخزونات النفط الخام الأمريكية، حيث شهدت ولاية داكوتا الشمالية انخفاضًا بنسبة 40٪ في إنتاج النفط بسبب الطقس البارد الشديد والتحديات التشغيلية، في تعزيز الثقة وتفوق التوقعات. ويمكن أن يُعتبر هذا الوضع كرياح خلفية إيجابية للسوق النفطية، حيث يقوم بتلافي المخاوف المتعلقة بتباطؤ النمو الاقتصادي.
في ظل استمرار العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في منطقة البحر الأحمر ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران، تظل المخاوف المتعلقة بانقطاع إمدادات النفط في الشرق الأوسط حاضرة. وفي سياق متصل، قامت جماعة الحوثي في اليمن بإطلاق صاروخين باليستيين مستهدفين سفينة ناقلة تابعة للولايات المتحدة وتديرها شركة يونانية في أحداث وقعت يوم الخميس. ردًا على هذا الهجوم، قامت الولايات المتحدة بتنفيذ الضربة الخامسة ضد صواريخ الحوثي المستخدمة في هذا السياق، مما يزيد من التوترات الجيوسياسية ويسهم في رفع أسعار النفط.
ومع ذلك، تظل البيانات الاقتصادية الكئيبة في منطقة اليورو والمخاوف المستمرة حول الضعف المستمر في الاقتصاد الصيني - الذي يعد أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم - تسهم في تعزيز المخاوف بشأن تباطؤ الطلب. وليس ذلك فقط، بل تأتي التوقعات بأن الأسواق ستظل مدعومة بإمدادات كافية خلال النصف الأول من عام 2024، على خلفية خفض إنتاج أوبك الذي أثبت فشله في تحقيق التوقعات، وتسجيل الإنتاج الأمريكي لمستويات قياسية مرتفعة، كمساهمة إضافية في التقليل من أي ارتفاع ملموس في أسعار النفط.
بالإضافة إلى ذلك، يظهر ارتفاع الدولار الأمريكي (USD) الأخير إلى أعلى مستوى خلال شهر واحد كعامل آخر يعزز الضغوط على السلع المقومة بالدولار. يعزى هذا الارتفاع إلى توقعات منخفضة لتقليص الاحتياطي الفيدرالي (Fed) لسعر الفائدة في وقت مبكر. وهو الأمر الذي يعتبر رياحاً عكسية لأسعار السلع المرتبطة بالدولار الأمريكي. ونتيجة لذلك، يجب أن يكون المتداولون الصعوديون العدوانيون حذرين ويتأنون قبل الدخول في أي صفقات تتعلق بحركات صعودية قد تؤثر على أسعار النفط.