يستمر سعر الذهب في التراجع لليوم الخامس على التوالي، مدفوعًا بتوقعات ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية. فقد أظهرت بيانات التضخم في الولايات المتحدة ارتفاعًا مفاجئًا، مما عزز من احتمالية استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في سياسته النقدية المتشددة.
يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة تكلفة الاحتفاظ بالأصول التي لا تدر عائدًا، مثل الذهب، مما يجعله أقل جاذبية للمستثمرين. وعليه، يتوقع أن يبقى سعر الذهب تحت الضغط حتى يتضح مسار السياسة النقدية الأمريكية بشكل أكبر.
يُتوقع أن يلتزم صانعو السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي بموقفهم المتشدد حيال أسعار الفائدة حتى يلاحظوا تراجعًا واضحًا في ضغوط الأسعار لفترة زمنية كافية.

ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) بشكل أسرع من توقعات السوق في ديسمبر 2023، مدفوعًا بارتفاع تكاليف الإيجار والرعاية الصحية. فاق هذا الارتفاع توقعات المحللين، مما يشير إلى استمرار ضغوط التضخم على الاقتصاد الأمريكي.
على الرغم من ارتفاع أسعار الإيجارات يوم الثلاثاء، أكدت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين على وجود تقدم في الحرب ضد التضخم المستمر.

استمرار تراجع الذهب للجلسة السادسة على التوالي: ملخص سريع لأداء السوق

انخفض سعر الذهب إلى أدنى مستوياته في شهرين تقريباً عند 1975 دولارًا. ويعود ذلك إلى بيانات التضخم الأمريكية العنيدة لشهر يناير، والتي أدت إلى تهدئة التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
أظهرت أداة CME Fedwatch أن المتداولين يتوقعون الآن انخفاضًا بنسبة 38% في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لاجتماع مايو، بينما كانت التوقعات قبل بيانات التضخم 50%.
أظهر مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن التضخم الأساسي ارتفع بنسبة 3.9٪، بينما ارتفع التضخم الرئيسي بنسبة 3.1٪ مقابل توقعات 2.9٪.
يأخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل عام في الاعتبار بيانات التضخم الأساسي عند صياغة ملاحظات السياسة النقدية، وضغوط الأسعار الأساسية اللزجة كافية لصانعي السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على خطابهم المتشدد.
تحولت توقعات خفض أسعار الفائدة الآن إلى اجتماع السياسة النقدية في يونيو، حيث ستسمح ضغوط الأسعار العنيدة لصانعي السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي بالتأكيد على إبقاء أسعار الفائدة في نطاق 5.25٪ -5.50٪ لفترة أطول.
من المتوقع أن يظل قرار سعر الفائدة دون تغيير في اجتماع السياسة النقدية في مارس.
في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له خلال ثلاثة أسابيع عند 104.90 وسط مزاج كئيب في السوق. يجذب الدولار الأمريكي تدفقات أجنبية أعلى إذا حافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على موقفه التقييدي.
تم تصحيح عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بشكل طفيف إلى 4.29٪ في جلسة لندن يوم الأربعاء، لكنها لا تزال مرتفعة بنسبة 3٪ تقريبًا هذا الأسبوع.
سيركز المشاركون في السوق في المستقبل على بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية الشهرية لشهر يناير، والتي سيتم نشرها يوم الخميس.
يتوقع المستثمرون أن تنخفض مبيعات التجزئة بنسبة 0.1% مقابل زيادة بنسبة 0.6% في ديسمبر. وقد يؤثر هذا على الدولار الأمريكي حيث تشير المبيعات الضعيفة في متاجر البيع بالتجزئة إلى انخفاض إنفاق الأسر.