تراجع اليورو مقابل الدولار بعد بيانات مبيعات التجزئة الألمانية الضعيفة
يتمثل الاتجاه الحالي لزوج العملات يورو/دولار (EUR/USD) في التراجع، حيث شهدت عمليات بيع يوم الخميس تحت الدعم الرئيسي عند مستوى 1.0800. هذا الانخفاض جاء عقب صدور بيانات مبيعات التجزئة الألمانية دون التوقعات، مما زاد من المخاوف بشأن الاقتصاد الألماني، وهو أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، وبالتالي أثر سلبًا على أداء اليورو (EUR).
بالإضافة إلى ذلك، يواجه الزوج ضغوطًا هبوطية نتيجة للتكهنات حول قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي (الاحتياطي الفيدرالي) بشأن سياسات الفائدة. يظهر أن هناك تأجيلًا محتملاً لخفض أسعار الفائدة، نظرًا لتحسن البيانات الاقتصادية والتضخم الثابت.
تواصل الزوج تحركه للهبوط في الوقت الحالي، مما يعزز المخاوف من تأجيل التدخل النقدي من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. هذا التراجع يمتد لفترة قصيرة منذ الارتداد من أعلى مستوياته في الثامن من مارس عند 1.0980. وتظهر التعليقات المتباينة من كبار المسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي كعوامل رئيسية تشكل دافعًا لهذا التحرك الهبوطي.
خلال بداية شهر مارس، أشار البنك المركزي الأوروبي إلى نية خفض أسعار الفائدة بحلول يونيو، وربما يلتحق بنك الاحتياطي الفيدرالي بخطوة مماثلة بحلول مايو. ومع ذلك، جاءت البيانات الأمريكية الأخيرة متفائلة متجاوزة التوقعات، وكذلك تبدُّلات قليلة في معدلات التضخم، مما جعل البعض من مسؤولي البنك يشككون في الضرورة الملحة للبدء في خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر.
وفي هذا السياق، يعتقد بعض الخبراء أنه من الممكن أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير لفترة أطول، وذلك لأن الفائدة المرتفعة تعتبر عاملاً جاذبًا لتدفقات رأس المال الأجنبي نحو الدولار الأمريكي. وهذا الوضع يمكن أن يعمل على تخفيض قيمة اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
وفي غضون ذلك، أعرب كريستوفر والر، عضو في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، عن دعمه لفكرة تأجيل قرار الخفض، حيث أكد في خطاب ألقاه أمام النادي الاقتصادي في نيويورك يوم الأربعاء، أنه "لا يوجد حاجة ملحة لخفض أسعار الفائدة"، وفقًا لتقرير رويترز.
ومن ناحية أخرى، استمرَّ مسؤولو البنك المركزي الأوروبي في التمسك بموقفهم حتى يونيو/حزيران، حيث بقيت البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو دون التوقعات، وهذا على الرغم من أداء الاقتصاد الأمريكي المتفوق. بالإضافة إلى ذلك، استمرَّ ارتفاع تضخم الأجور مما زاد من قلق بعض صناع السياسات.
شهد زوج العملات يورو/دولار EUR/USD تراجعاً آخر يوم الخميس بعدما كشفت بيانات مبيعات التجزئة الألمانية لشهر فبراير عن تشديد المتسوقين العامة على الإنفاق، مما يُظهر ميلًا نحو تقليص الإنفاق الاستهلاكي. هذا الضعف في الإنفاق الاستهلاكي يُعتبر علامة إضافية على احتمال تراجع التضخم، مما قد يدفع البنك المركزي الأوروبي إلى اتخاذ خطوات لخفض أسعار الفائدة.
تراجعت مبيعات التجزئة في ألمانيا بنسبة 2.7% على أساس سنوي، وهو ما جاء دون التوقعات السابقة التي أشارت إلى انخفاض بنسبة 0.8%، وفقًا لبيانات من Statistisches Bundesamt Deutschland. ومن الجدير بالذكر أن هذا التراجع بنسبة 1.9% على أساس شهري قد يكون صدمة للمتوقعين الذين توقعوا ارتفاعًا بنسبة 0.3%.
من المتوقع أن تكون بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية (PCE) في الولايات المتحدة لشهر فبراير ذات أهمية كبيرة لزوج العملات اليورو/دولار EUR/USD، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي.
قد تؤدي النتائج الأعلى من المتوقع لهذا المؤشر إلى تأجيل توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما قد يكون له تأثيرات سلبية على زوج العملات EUR/USD.