تراجع الجنيه الإسترليني بسبب توقعات خفض أسعار الفائدة
انخفض الجنيه الإسترليني إلى مستوى 1.2600 مقابل الدولار الأمريكي خلال جلسة تداول في لندن يوم الخميس الماضي. يشهد زوج العملات GBP/USD تذبذباً ملحوظاً حيث يسعى المتعاملون للحصول على إشارات جديدة بشأن توقيت تخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا (BoE). يأتي هذا في ظل تراجع ملحوظ في معدل التضخم في المملكة المتحدة، إلا أن المراقبين يتوقعون أن يتمسك صانعو السياسة في البنك بنهج حذر، حيث قد تعيد خفضات الفائدة المبكرة الضغوط على الأسعار مرة أخرى.
تتوقع التوقعات أن يبدأ بنك إنجلترا في خفض أسعار الفائدة اعتباراً من اجتماع يونيو، ويعزى هذا التوقع إلى انخفاض حاد في التضخم خلال فبراير. كما لا يظهر أي من صناع السياسة في البنك إنجلترا حاجة ملحة لمزيد من رفع أسعار الفائدة، مما يوحي بأن المستوى الحالي للفائدة يُعتبر كافياً بما فيه الكفاية. بشكل عام، يضعف الجنيه الإسترليني في ظل توقعات المستثمرين ببدء بنك إنجلترا في خفض أسعار الفائدة مبكراً.
في نفس السياق، أصدر مكتب المملكة المتحدة للإحصاءات الوطنية (ONS) تقديراته المنقحة للناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من عام 2023 يوم الخميس، حيث أكدت أن الاقتصاد قد انكمش بنسبة 0.3٪ خلال الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر.
وفيما يتعلق بالأسواق العالمية، شهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً قبل صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية (PCE) في الولايات المتحدة لشهر فبراير، والتي من المقرر أن تصدر يوم الجمعة. ومن المتوقع أن يشهد هذا المقياس، الذي يعتبر مؤشراً للتضخم الأساسي، زيادة مستمرة بنسبة 2.8٪ على أساس سنوي.
ملخص السوق اليومي: تراجع الجنيه الإسترليني، ولكن تحركه محدود
يتحرك الجنيه الإسترليني في نطاق ضيق قليلاً فوق مستوى 1.2600، حيث يترقب المستثمرون توجيهات جديدة بشأن توقعات أسعار الفائدة في المملكة المتحدة. يعبر جوناثان هاسكل، أحد صناع السياسة في بنك إنجلترا، عن قلقه بشأن إمكانية تخفيض أسعار الفائدة، مشيراً إلى أنه يجب أن تكون هذه التخفيضات "بعيدة المنال". ويرى هاسكل أن التضخم الرئيسي المنخفض لا يوفر مؤشرات كافية بالنسبة لهم، مع التركيز الأساسي على التضخم المستمر.
تدل تصريحات هاسكل على عدم ثقته في تراجع التضخم إلى مستوى 2%، مما يعني عدم وجود احتمالية كبيرة لتخفيض أسعار الفائدة حاليًا. على الجانب الآخر، يشير أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، إلى أن توقعات السوق بتخفيض أسعار الفائدة متعددة هذا العام ليست مقبولة، ويشير أيضًا إلى عدم ثبات التضخم.
تم تعديل توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة من بنك إنجلترا إلى اجتماع السياسة في يونيو بدلاً من التوقعات السابقة لشهر أغسطس، نتيجة لتراجع التضخم في المملكة المتحدة في فبراير. وتقوية التوقعات لتخفيض أسعار الفائدة في يونيو جاءت جزئياً نتيجة التصريحات الحذرة في بيان السياسة النقدية الأخير لبنك إنجلترا.
مع ذلك، فإن معنويات السوق تظل مترددة حيث يشهد مؤشر S&P 500 انخفاضاً في الجلسة الأوروبية، ويرتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى 104.40، قريباً من أعلى مستوى شهري عند 104.50، وسط حالة من عدم اليقين قبل صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية في الولايات المتحدة لشهر فبراير.