الذهب يواصل الانخفاض دون 2180 دولارًا، لكن التحركات محدودة بانتظار بيانات التضخم الأمريكية
يواجه سعر الذهب (XAU/USD) ضغوط بيعية يوم الثلاثاء، حيث يظل متمسكًا بمستوياته المنخفضة عند 2180 دولارًا خلال فترة الصباح في الجلسة الأوروبية. يقوم المتداولون بتخفيف رهاناتهم على الارتفاع نظرًا لظروف الشراء القوية على الرسم البياني اليومي وقبل صدور أحدث أرقام التضخم في الولايات المتحدة. يُتوقع أن يؤثر تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي الهام على التوقعات بشأن سياسة الفائدة المستقبلية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو يلعب دورًا حيويًا في تحديد الاتجاه المستقبلي لحركة سعر الذهب، الذي يُعتبر من أصول الأمان ذات العائد المنخفض.
خلال الوقت الحالي، يتوقع البعض أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه السياسي المقبل في يونيو. هذا التوقع يعمل على إبقاء عوائد سندات الخزانة الأمريكية منخفضة، ويعجز عن مساعدة الدولار الأمريكي في استغلال ارتفاعه الأخير منذ منتصف يناير. هذا، بدوره، قد يستمر في تقديم بعض الدعم لأسعار الذهب، على الرغم من أن التفاؤل العام قد يكون عاملاً معاكساً. ومع ذلك، تظل الخلفية الأساسية تدعم ارتفاع الذهب وتزيد من احتمالات ظهور بعض عمليات الشراء عند المستويات
حذَر في أسواق الذهب مع انتظار مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي
بعض التحولات التجارية الهامة قبل الإعلان عن أرقام التضخم الاستهلاكي في الولايات المتحدة تسبب ضغطًا على أسعار الذهب خلال التعاملات الآسيوية، ولكن لا يزال الانخفاض التصحيحي غير المعنوي بعيد المنال. من المتوقع أن يلعب تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي دورًا حاسمًا في تحديد توقعات المستثمرين بشأن توقيت ووتيرة تخفيضات أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي قد تزود زوج XAU/USD بزخم جديد. من المتوقع أن يرتفع المؤشر الرئيسي لأسعار المستهلكين بنسبة 0.4% في فبراير، ومن المتوقع أن يظل المعدل السنوي ثابتًا عند 3.1%، بينما من المتوقع أن ينخفض المؤشر الأساسي لأسعار المستهلكين إلى 3.7% على أساس سنوي مقارنة بنسبة 3.9% في الفترة السابقة.
تقرير الوظائف الشهري الأمريكي المختلط الذي صدر يوم الجمعة أثّر بشكل كبير على التوقعات لخفض أسعار الفائدة وحركة العائد على السندات الحكومية الأمريكية. وصل العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى له في خمسة أسابيع، قريبًا من العلامة 4.0٪. حسب أداة FedWatch الخاصة بمجموعة CME، يتوقع المتداولون حاليًا فرصة بنسبة 70٪ تقريبًا لخفض أسعار الفائدة بحلول يونيو. هذا التوقع يجعل ثيران الدولار الأمريكي في وضع دفاعي، مما يقدم الدعم لأسعار المعادن.
مع ذلك، يجب الانتباه إلى قراءة التضخم الثابتة التي قد تكون مزعجة لبعض المستثمرين في السلعة. ومن جانبها، فإن قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الأكثر برودة ستعزز التوقعات بخفض مبكر لسعر الفائدة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع جديد لسعر الذهب وتقوية موقفه كملاذ آمن.
الذهب قد يشهد ارتفاعاً عند مستويات أدنى، ومستوى 2144 دولاراً حاسم للثيران
من الناحية الفنية، يظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) على الرسم البياني اليومي ارتفاعًا شديدًا في ظروف الشراء الزائدة، مما يدفع ببعض المتداولين إلى جني الأرباح. ومع ذلك، يظل التوجه على المدى القريب محببًا للمتداولين الرافعين للسعر، خاصة بعد تجاوز الأسبوع الماضي للمستوى القياسي السابق عند منطقة 2144 دولارًا. يُعتبر هذا المستوى الآن نقطة مفتاحية، وفي حالة كسرها بشكل حاسم، قد يتجه سعر الذهب نحو مستوى الدعم الأوسط البالغ 2125 دولارًا، ومن ثم نحو الرقم الكامل عند 2100 دولار.
من جهة أخرى، يترقب المضاربون على الارتفاع الآن تحركًا يتجاوز مستوى 2200 دولار في زوج XAU/USD، وعندما يتخطى هذا المستوى، من الممكن أن يدخل الزوج إلى منطقة غير معروفة ويبني على المكاسب القوية التي حققها خلال الشهر الماضي. في هذه الأثناء، يستوجب الإعتماد على التحليل الفني للتأكد من وجود تماسك على المدى القريب أو حتى تراجع متواضع قبل اتخاذ قرار بالتمديد في مواقع الشراء بناءً على الارتفاع السريع الأخير الذي شهده سعر الذهب خلال الأسابيع الأخيرة.