انخفضت أسعار الذهب (XAU/USD) إلى أدنى مستوى له خلال الأسبوع الماضي بفضل زيادة عوائد السندات الأمريكية وتعزيز قوة الدولار الأمريكي (USD).

ولكن، تباطأت هذه الزيادة في عوائد السندات الأمريكية بعدما أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في ديسمبر موافقة من قبل صناع السياسة على أن التضخم في حدوده وأن هناك مخاوف محدودة حول المخاطر الاقتصادية في هذا السياق، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية والقضايا الاقتصادية في الصين، بدأ الذهب، المعروف بكونه ملاذًا آمنًا، يجذب بعض المستثمرين بالقرب من مستوى 2030 دولارًا، مع تحقيق بعض التحسن يوم الخميس.

في الوقت الحالي، يشهد الدولار الأمريكي بعض الضغوط البيعية، ويبدو أنه يتراجع بعد فترة تعافي استمرت أربعة أيام من أقل مستويات له منذ فترة. هذا الوضع يعزز فرص الذهب المقوم بالدولار الأمريكي. ومع ذلك، يظل المستثمرون غير واثقين من موعد تخفيضات أسعار الفائدة التي قد تقوم بها مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي). وفي هذا السياق، أوضح رئيس فرع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، يوم الأربعاء أن رفع أسعار الفائدة ما زال محتملًا. هذا الوضع يؤدي إلى ارتفاع طفيف في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، والتي تُعتبر مؤشرًا على طلب المعدن الذهبي الذي لا يُولد عائدًا. من الجدير بالذكر أن التجار يبحثون عن مزيد من الوضوح بشأن توجهات السياسة المالية للبنك المركزي الأمريكي. وبالتالي، يتوجه الاهتمام نحو صدور تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي (NFP) المقرر يوم الجمعة.

في هذا السياق، من المقرر النظر في الأجندة الاقتصادية الأمريكية يوم الخميس، حيث سيُصدر تقرير ADP حول التوظيف في القطاع الخاص وأرقام مطالبات البطالة الأولية، يُرجح أن يكون هذا الوضع فرصًا للتداول قصير المدى خلال جلسة أمريكا
الشمالية المبكرة. ومع ذلك، يتطلب الوضع الحالي الذي يتميز بتعقيدات متنوعة، بعض التروي قبل التوجه نحو استراتيجيات جديدة بشأن أسعار الذهب  ومن هذا المنطلق، يُراقب بعض المحللين معطيات الشراء القوي للتأكيد على استقرار الاتجاه الهبوطي الذي ظهر منذ أسبوع وضمان عدم وجود أي تحركات صعودية جديدة خلال اليوم لزوج XAU/USD.

التحليل الفني : سعر الذهب يواصل انخفاضه ويستقر دون مستوى 2,050 دولارًا
من الناحية الفنية، بتضح أن السوق يتحرك باتجاه الانخفاض بين مستوى المقاومة البالغ 2050 دولارًا و2048 دولارًا، الذي أصبح نقطة دعم مهمة للمتداولين المتوقعين للانخفاض. ورغم ذلك، فإن المؤشرات الفنية على الرسم البياني اليومي تظل موجبة، مما يجعل الحذر ضروريًا. وبناءً على ذلك، من المناسب الانتظار حتى يتم تأكيد أي تحركات هابطة جديدة، مع التركيز على المنطقة المحيطة بـ 2030 دولارًا، قبل اتخاذ قرارات تداول جديدة.

بعد ذلك، يمكن أن يؤدي تطور سعر الذهب إلى مزيد من الانخفاض نحو المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يومًا (SMA)، الذي يتمركز حالياً حول المنطقة الممتدة من 2012 إلى 2011 دولارًا، متجهًا نحو المستوى النفسي المقدر بـ 2000 دولار. إذا تم التجاوز بثبات للمستوى السابق، قد يتحول التوجيه المؤقت في السوق لصالح المتداولين الذين يتوقعون الانخفاض.

من ناحية أخرى، يظهر أن الزخم أعلاه من 2050 دولار يواجه مقاومة قوية حاليًا قرب 2064-2065 دولار. وفي هذا السياق، تكمن الحاجز التالي عند 2,077 دولار، وإذا تم تجاوزه بطريقة قوية، فقد يمهد ذلك الطريق للذهب للتوجه نحو 2,100 دولار.