انخفض الجنيه الإسترليني إلى مستوى 1.2620 في جلسة لندن يوم الجمعة بعدما فشل في استعادة مستوى المقاومة الدائري عند 1.2700. وتتراجع قيمة زوج استرليني/دولار GBP/USD مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد الحذر بين المتداولين قبل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة (NFP) لشهر مارس، مما دفع إلى زيادة الطلب على الدولار الأمريكي.

تصاعد حالة عدم اليقين بشأن موعد بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة يثير قلق المستثمرين. وفي يوم الخميس، أعلن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، أن تخفيضات أسعار الفائدة قد لا تكون مطلوبة هذا العام إذا استقرت معدلات التضخم. كما توقع كاشكاري تخفيضين في أسعار الفائدة لعام 2024 وفقًا لآخر مخطط نقطي للبنك.

أثر تراجع توقعات التضخم في المملكة المتحدة على الجنيه الإسترليني خلال الوقت الحالي. وفقًا لأحدث استطلاع أجرته لجنة صانعي القرار في بنك إنجلترا (BoE) خلال شهر فبراير، يتوقع معظم الشركات انخفاض أسعار البيع وتباطؤ في نمو الأجور خلال العام المقبل. تراجعت توقعات أسعار البيع إلى 4.1% من 4.3%، وهي أدنى مستوى لها منذ أكثر من عامين، في حين تراجعت توقعات نمو الأجور إلى 4.9% على أساس متوسط متحرك لثلاثة أشهر من 5.2% في فبراير.

من المتوقع أن يؤدي تراجع توقعات التضخم إلى زيادة التوقعات بخفض سعر الفائدة من قبل بنك إنجلترا في اجتماع يونيو. وهذه الآمال المتنامية بتخفيضات مبكرة في أسعار الفائدة من بنك إنجلترا تؤثر سلباً على قيمة الجنيه الإسترليني.

تحركات العملات: هبوط الإسترليني واستقرار الدولار

• يشهد الجنيه الإسترليني استمرار تصحيحه إلى مستوى 1.2620 وسط توجه الأسواق نحو الحذر. ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات وعدم اليقين في الشرق الأوسط، خاصةً قبيل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة لشهر مارس، الذي من المتوقع أن يعزز انتعاش الدولار الأمريكي.
• وفي سياق متصل، شهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) ارتدادًا من أدنى مستوى له خلال أسبوعين عند 103.90، بعد تصاعد التوترات نتيجة لمقتل سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في غارات جوية شنتها القوات الإسرائيلية في دمشق. وهذا زاد من المخاوف بشأن تورط إيران المباشر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
• ومن المنتظر أن يحدد تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي القادم حركة الدولار الأمريكي المستقبلية، حيث من المتوقع أن يتم نشره في الساعة 12:30 بتوقيت جرينتش. ومن المتوقع أن يقوم أصحاب العمل في الولايات المتحدة بتوظيف 200 ألف عامل، وهو رقم أقل من القراءة السابقة التي بلغت 275 ألفًا، مع استمرار توقعات البقاء لمعدل البطالة عند 3.9%. ويتركز اهتمام المستثمرين بشكل خاص على بيانات متوسط الأجر، التي من المتوقع أن توفر توقعات جديدة للتضخم، حيث من المتوقع أن يتراجع نمو الأجور على أساس سنوي إلى 4.1% مقابل 4.3% في فبراير.
• تتجه آمال خفض أسعار الفائدة في اجتماع يونيو باتجاهين، حيث يمكن أن يؤدي الطلب القوي على العمالة وارتفاع نمو الأجور إلى تأخير خطط خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في حين يمكن أن تعزز علامات تخفيف ظروف سوق العمل آمال خفض أسعار الفائدة في اجتماع يونيو.
• على صعيد آخر، شهد الجنيه الإسترليني انخفاضًا وسط آمال المستثمرين في تركيز بنك إنجلترا على خفض أسعار الفائدة في يونيو نظرًا لتخفيف ضغوط الأسعار. وقد زادت التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة بنك إنجلترا بعد تصريحات محافظه أندرو بيلي التي وصف فيها توقعات السوق بتخفيض أسعار الفائدة بشكل معقول.
• وفي السياق نفسه، تأثرت التوقعات الاقتصادية ببيانات مؤشر مديري المشتريات للخدمات في المملكة المتحدة لشهر مارس، حيث انخفض المؤشر إلى 53.1 مقابل التوقعات والقراءة السابقة التي بلغت 53.4. وعلق تيم مور، مدير الاقتصاد في S&P Global Market Intelligence، على هذا التطور بالقول: "لقد فقد قطاع الخدمات بعض الزخم خلال شهر مارس، وهو أمر يتنافى مع النتائج الأولية لمؤشر مديري المشتريات، لكن الصورة العامة لا تزال إيجابية إلى حد معقول".