ما هي مهام البنك المركزي؟

البنوك المركزية تضطلع بدور أساسي في الحفاظ على استقرار الأسعار في الدول والمناطق التي تخدمها، حيث تواجه هذه الاقتصادات تحديات مستمرة من التضخم أو الانكماش نتيجة لتقلب أسعار السلع والخدمات. يُعَدُّ ارتفاع الأسعار المتواصل لنفس السلع علامة على التضخم، فيما يشير انخفاض الأسعار المتواصل لنفس السلع إلى الانكماش. تقوم البنوك المركزية بمسؤولية كبيرة في ضبط الطلب عبر تعديل سعر الفائدة. وتهدف البنوك المركزية الكبيرة مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed)، والبنك المركزي الأوروبي (ECB)، وبنك إنجلترا (BoE)، إلى الحفاظ على معدل التضخم قريبًا من 2٪، وهو هدف يعتبر رئيسياً لضمان استقرار الأسعار.

فماذا يفعل البنك المركزي عندما يقل التضخم عن هدفه المتوقع أو يتجاوزه؟

لدى البنك المركزي أداة رئيسية للتحكم في مستوى التضخم أو التخفيض منه، وهي ضبط سعر الفائدة القياسي، والمعروف أيضًا باسم سعر الفائدة. يقوم البنك المركزي بإصدار بيان في اللحظات المحددة مسبقًا يشرح فيه سبب استمرار السعر على حالته أو التغيير فيه (سواء بالزيادة أو الانخفاض)، مما يؤثر بدوره على سياسات الادخار والإقراض في البنوك المحلية. وهذا بدوره يؤثر على قدرة الأفراد على كسب الفوائد على مدخراتهم وعلى الشركات في الحصول على قروض للاستثمار في أنشطتها التجارية. عندما يقوم البنك المركزي برفع سعر الفائدة بشكل كبير، يشير ذلك إلى سياسة تشديد نقدي، بينما عندما يقوم بخفض الفائدة، يشير ذلك إلى سياسة تيسير نقدي.

من الذي يقرر السياسة النقدية وأسعار الفائدة؟

غالبًا ما يتمتع البنك المركزي بالاستقلالية السياسية، حيث يتم تعيين أعضاء مجلس سياسة البنك المركزي بعناية فائقة. يخضع هؤلاء الأعضاء لعملية اختيار دقيقة تتضمن سلسلة من اللجان وجلسات الاستماع قبل تعيينهم في المجلس. يتبنى كل عضو في المجلس غالبًا موقفًا محددًا بشأن كيفية تنفيذ السياسات النقدية ومكافحة التضخم. فمن بينهم من يفضلون سياسة نقدية ميسرة، مع أسعار فائدة منخفضة وإقراض رخيص، بهدف تعزيز النمو الاقتصادي على الرغم من تقديم تضخم يتجاوز قليلاً 2٪، ويعرفون بـ "الحمائم". بينما يُطلق على الأعضاء الذين يفضلون رؤية أسعار فائدة أعلى لتشجيع الادخار والحفاظ على استقرار التضخم باسم "الصقور"، وهؤلاء الأعضاء لا يكتفون حتى يصل التضخم إلى 2٪ أو يقل عنه قليلًا.

هل يتوجب ان يكون لدى البنك المركزي  رئيساً؟

تقليديًا، يترأس رئيس أو رئيسة كل اجتماع، ويسعى إلى تحقيق توافق بين الأطراف المختلفة ويكون له الكلمة الفصلية في حالة التعادل 50-50 لتجنب التشتت. يجب تعديل السياسات، حيث يلقي رئيس مجلس الإدارة خطابات يمكن متابعتها مباشرة، يُنقل فيها الموقف النقدي الحالي والتوقعات. يسعى البنك المركزي لتوجيه سياسته النقدية بحذر لتجنب التقلبات الشديدة في الأسعار. يتم توجيه جميع أعضاء البنك المركزي لتوجيه مواقفهم تجاه الأسواق قبل الاجتماع. يُمنع الأعضاء من التحدث علنًا قبل الإعلان عن السياسة الجديدة في فترة تعتيم.