استقرار سعر الذهب قبيل صدور بيانات الاقتصاد الأمريكي
يعاني سعر الذهب (XAU/USD) من التحديات في محاولته الجادة للتعافي من ارتفاعه المتواضع خلال تداولات يوم الخميس، حيث يظل قريبًا من أدنى مستوى أسبوعي سجله في الجلسة السابقة. ورغم ذلك، يظهر أن الضغط الهبوطي يواجه تحديات، حيث يُفضل للمتداولين الانتظار حتى صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الرابع، للحصول على إشارات حول الخطط المستقبلية لبنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة. يُتوقع أن يكون لهذا القرار تأثير كبير على أداء الذهب، حيث قد يتأثر المعدن الأصفر بشكل كبير بتلك التطورات. ومع التركيز على المخاطر المرتبطة بالبيانات الرئيسية، يظل المضاربون يدعمون ارتفاع الدولار الأمريكي، مما يعزز موقفه الدفاعي، وقد يؤدي ذلك إلى تقديم دعم إضافي لأسعار الذهب.
على الرغم من ذلك، يظل خطر التصعيد في التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط عاملاً مهماً يؤثر على سوق الذهب كملاذ آمن. في الوقت نفسه، يظل الاعتماد على تسهيل سياسات أكثر قوة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي وتخفيض أسعار الفائدة في وقت مبكر داعمًا لعوائد سندات الخزانة الأمريكية المرتفعة، والتي من المتوقع أن تكبح ارتفاع أسعار المعدن الثمين. ومع ذلك، يجب أخذ بعض الحيطة نظرًا للخلفية الأساسية المتنوعة، وذلك قبل اتخاذ أي توجيه قوي في الرهانات، خاصة في ظل انتظار نتائج مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي يوم الجمعة.
الذهب يتراجع مع توقعات إبقاء الفائدة مرتفعة
- ما زال المتداولون يتخذون موقف الدفاع تجاه ارتفاع الدولار الأمريكي، وهو موقف يعزز، إلى جانب التوترات الجيوسياسية الناجمة عن الصراعات في الشرق الأوسط، الموقف الداعم لسعر الذهب باعتباره ملجأً آمنًا.
- استهدفت السفن التجارية اللتين تعود ملكيتهما للولايات المتحدة في خليج عدن يوم الأربعاء، المتمردون الحوثيون الذين يحظون بالدعم من إيران في اليمن. شهدت هاتان السفينتين هجومًا من خلال سلسلة من الضربات الجوية العسكرية التي نفذتها القوات الأمريكية في محاولة للرد على التحركات العدائية للمتمردين. وقع الاستهداف في إطار مساعي الحفاظ على الأمن الإقليمي وتأمين الممرات البحرية الحيوية.
- بعد تنفيذ الجيش الأمريكي لضربات استباقية ضد الحوثيين، يظهر ذلك كاستجابة لما وصفته الولايات المتحدة بتهديد حقيقي لممرات الشحن في الطريق التجاري الحيوي على البحر الأحمر.
- صعد مؤشر S&P Global المركب لنشاط مديري المشتريات في الولايات المتحدة إلى 52.3 هذا الشهر، وهو أعلى مستوى منذ يونيو الماضي، مما يشير إلى تحسن قوي في أداء الاقتصاد مع بداية عام 2024.
- شهد مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي تحسنًا ملحوظًا، حيث ارتفع من 47.9 إلى 50.3 في يناير، وهو أعلى مستوى له خلال الـ 15 شهرًا الماضية. في السياق نفسه، شهد مقياس قطاع الخدمات ارتفاعًا أيضًا إلى 52.9، وهي أعلى قراءة تسجلها منذ يونيو الماضي.
- أظهرت البيانات أيضًا أن الاقتصاد الأمريكي ما زال يظهر مرونة، مما دفع المستثمرين إلى تقليص استثماراتهم بشكل أكبر. يأتي ذلك نتيجة لتعزيز السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي في عام 2024، حيث تم تبني إجراءات أكثر قوة بهدف تسهيل الأوضاع الاقتصادية.
- العائد على السندات الحكومية الأمريكية ذات الأجل 10 سنوات يسجل ارتفاعًا قرب الذروة الشهرية، مما يُعتبر عاملًا يساهم في دعم القيمة الحالية للدولار. يُتوقع أن يكون هذا الارتفاع في العائد عاملًا تحدٍ لاستفادة المعدن الأصفر، حيث يتجه المستثمرون نحو السندات الحكومية كبديل يُقدر لاستثماراتهم، وهو ما يعكس التفضيل المؤقت للأصول ذات العائد الثابت في ظل هذا السياق الاقتصادي.
- من المتوقع أن يصدر تقرير الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الرابع هذا الخميس، ويشير التوقع إلى تباطؤ معدل النمو في أكبر اقتصاد في العالم. يُتوقع أن يظهر التقرير أن معدل النمو السنوي قد انخفض من 4.9٪ في الربع السابق إلى 2٪، مما يشير إلى تحول في الوتيرة الاقتصادية الحالية.
- في إطار الأجندة الاقتصادية الأمريكية يوم الخميس، يُتوقع صدور طلبيات السلع المعمرة ومطالبات البطالة الأسبوعية المعتادة. يتوقع أن تكون هذه البيانات ذات تأثير على قيمة الدولار الأمريكي وزوج العملات XAU/USD.
- على الرغم من ذلك، من الممكن أن تسفر النتائج المتوقعة لاجتماع البنك المركزي الأوروبي عن تقلبات في الأسواق المالية، مما يخلق فرصًا تجارية ذات طابع قصير المدى.
- في ذات اللحظة، سيظل انتباه السوق مركزًا حول بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة. يُعد هذا المؤشر مقياسًا لمعدل التضخم الذي يفضله بنك الاحتياطي الفيدرالي، ومن المقرر الإعلان عنه يوم الجمعة.