تراجعت أسعار النفط يوم الثلاثاء بعد أن أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بنحو ١٢ مليون برميل الأسبوع الماضي

 جاء هذا الارتفاع أعلى من التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاع قدره ٢.٥ مليون برميل. ويعتبر مخزون النفط الأمريكي مؤشرًا رئيسيًا على الطلب على النفط في الولايات المتحدة حيث أنها أكبر مستهلك للنفط في العالم. 

ارتفاع المخزونات يعني أن الطلب على النفط أقل مما كان متوقعًا مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار حيث تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر حيث بلغ سعر خام برنت ٨١.٣٦ دولارًا للبرميل و سعر خام غرب تكساس الوسيط ٧٧.٠٢ دولارًا للبرميل وكانت البيانات الاقتصادية الصينية المختلطة أيضًا عاملًا في تراجع أسعار النفط 

فقد أظهرت البيانات أن صادرات الصين التي تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم شهدت ارتفاع كبير في أكتوبر، لكن الواردات انخفضت ويأتي تراجع أسعار النفط في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لإصدار بياناتها الرسمية عن مخزونات النفط الأسبوع المقبل

حيث قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الثلاثاء إن من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة هذا العام إلى ١٢.٧٦ مليون برميل يوميا، بانخفاض طفيف عن التقديرات السابقة التي بلغت ١٢.٨ مليون برميل يوميا وجاء هذا الانخفاض في التوقعات نتيجة لعدة عوامل منها ارتفاع التكاليف التي تقلص هوامش الربح  وزيادة المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط.

وتوقعت إدارة معلومات الطاقة أن ينخفض إجمالي استهلاك النفط في الولايات المتحدة هذا العام بمقدار ٣٠٠ ألف برميل يوميا، بعد أن كانت تتوقع زيادة قدرها ١٠٠ ألف برميل يوميا.

وأثارت البيانات الصادرة عن اقتصاد الصين أكبر مستهلك للنفط في العالم الشكوك حول صورة الطلب فقد أظهرت واردات الصين من النفط الخام في أكتوبر نموا قويا لكن إجمالي صادراتها من السلع والخدمات انكمشت بشكل أسرع من المتوقع مما زاد من المخاوف من انخفاض الطلب العالمي على الطاقة وتمثل الضغط الإضافي على النفط في ارتفاع أسعار الدولار الأمريكي مما يجعله أكثر تكلفة بالنسبة للمستوردين في الخارج.

حيث قال دان سترويفن كبير محللي النفط في بنك جولدمان ساكس إن أوبك يمكن أن تدعم أسعار النفط من خلال خفض الإنتاج كما أشار إلى أن العرض العالمي للنفط يجب أن يستمر في التقلص مما سيساعد على الحفاظ على ارتفاع الأسعار ولا يزال هناك احتمال لتحقيق مكاسب في النفط بسبب الحرب، لكن مخاطر نشوب صراع أكبر قد تراجعت.

و هناك أيضًا احتمال أن تستمر التوترات في الشرق الأوسط في دعم أسعار النفط ومع ذلك، فقد انحسرت مخاطر نشوب صراع أكبر، وهناك أمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار ومن المتوقع أن يصدر الأسبوع المقبل بيانات عن مخزون النفط الأمريكي، إذا أظهرت البيانات انخفاضًا في المخزون فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار النفط.

وقد ارتفع الطلب الأمريكي على النفط في الأسابيع الأخيرة مما يساعد على دعم الأسعار كما أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة انخفض إلى أدنى مستوى له في ١٠ سنوات.

أدت تخفيضات الإنتاج في مجموعة أوبك إلى توجيه العديد من الناقلات إلى الولايات المتحدة للحصول على الإمدادات 
وقالت بلومبرج إن ٤٨ سفينة ستتجه إلى الولايات المتحدة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة وهو الأكبر منذ ثلاث سنوات.