التداول فائق السرعة
مقدمة
تتمتع الأسواق العالمية بوفرة كبيرة من السيولة النقدية، حيث يصل متوسط قيمة حجم عمـليات التداول فيها إلى أكثر من 6 تريليون دولار يومياً وفقاً لتقرير بنك التسويات الدولية الصادر فى يناير 2021. ويرجع ذلك إلى امكانية تنفيذ عدد كبير من صفقات التداول (الشراء والبيع)، والتى تصل فى كثير من الأحيان إلى ملايين الصفقات فى غضون دقائق قليلة
فى هذا المقال سنلقى الضوء على مفهوم التداول فائق السرعة، والتعرف على خصائصه، وعرض أبرز مزاياه وعيوبه، وطرح رؤية عامة عنه
ماهو مفهوم التداول فائق السرعة؟
يعرف التداول فائق السرعة بأنه أسلوب لتنفيذ الأوامر المختلفة فى السوق (شراء - بيع)، للاستفادة من التحركات السعرية الحالية، ويعتمد فى الأساس على الاستعانة ببرامج كمبيوتر معينة لفتح وإغلاق عدد كبير من الصفقات . بسرعة قياسية لتحقيق أرباح كبيرة. وتعد المراجحة أحد ابرز الاستراتيجيات التى تحتاج إلى تنفيذ فائق السرعة
ماهى آلية وطبيعة التداول فائق السرعة؟
إن التداول فائق السرعة يمكن المتداولين من الاستفادة من الفروقات السعرية الضيقة، أو أى شذوذ فى الأسعار، أو التحركات السعرية العنيفة وقت صدور الأخبار ، ويتم الاستعانة ببرامج ونماذج خوارزمية الكترونية عبر أجهزة كمبيوتر متطورة لضمان سرعة التنفيذ فى زمن قياسى لتحقيق أرباح كبيرة.
فى غضون أجزاء من الثانية، يقوم النظام بتغذية المتداول بمئات الحزم من المعلومات حول الأسهم المختلفة فى الأسواق وتنفيذ الأوامر للاستفادة القصوى منها فى أسرع وقت
يمكن تنفيذ الملايين من صفقات الشراء والبيع بذكاء، فى وقت واحد، خلال ثوان قليلة. هذا يمنح البنوك الاستثمارية الكبرى وصناديق التحوط والاستثمار ميزة كبيرة في الأسواق حتى مواعيد الإغلاق.
يعتمد أسلوب التداول فائق السرعة على التنفيذ الآلى لحجم كبير من الصفقات فى مختلف الأسواق، بهدف تحقيق الأرباح من خلال الاستفادة من الهوامش الصغيرة لفروقات الأسعار.
لتطبيق طريقة التداول فائق السرعة بنجاح، يجب أن ينتهى يوم التداول بدون مراكز مفتوحة.
ماهى مزايا التداول فائق السرعة؟
1- المساعدة فى زيادة السيولة النقدية فى الاسواق العالمية، وإلغاء فروقات أسعار الشراء و البيع الصغيرة. المتداولون الأكثر سرعة فى تنفيذ الصفقات لديهم فرص أكبر لتحقيق الأرباح مقارنة بنظرائهم الأقل سرعة.
2- تحقيق أرباح كبيرة من خلال هوامش فروقات الأسعار الصغيرة، ويطلق على السيولة الناجمة من تلك الفروقات اسم "سيولة الشبح" لأنها لحظية فى جزء من الثانية، إلا انها استراتيجية ناجحة لتحقيق أرباح كبيرة.
3- منح أفضلية للمؤسسات المالية العملاقة فى تحقيق أرباح كبيرة، حيث تستطيع هذه المؤسسات التداول بأحجام صفقات كبيرة خلال فترة زمنية وجيزة، مستعينة فى ذلك بالنماذج الخوارزمية الالكترونية.
4- تمكين المتداولين من العثور على المزيد من فرص التداول بما في ذلك التحكم في فروق الأسعار الطفيفة لنفس الأصل الذي تم تداوله في البورصات المختلفة.
ماهى عيوب التداول فائق السرعة؟
1- يمكن أن تتسبب البرمجة الآلية للتداول فائق السرعة فى حدوث تحركات خطيرة وعنيفة للأسعار في الأسواق.
2- قد يتسبب فى حدوث ارتفاعات حادة فى الأسعار بالاسواق دون سابق إنذار وأحيانا دون أى أسباب واضحة، عطفاً على عدم تدخل العنصر البشرى فى اتخاذ القرار.
3- غياب مبدأ تكافؤ الفرص بين كبار وصغار المستثمرين من المؤسسات والأفراد فى الأسواق، فالتداول فائق السرعة يسمح للمؤسسات المالية العملاقة وصناديق التحوط والاستثمارالغنية فقط بتحقيق أرباح كبيرة على حساب صغار اللاعبين فى الأسواق من المؤسسات والأفراد، والذين يتطلب منهم تقمص شخصية (روبن هود) للتحلى بالشجاعة الكافية للدخول فى معركة القتال أمام (حيتان السوق) لتحقيق أقصى مكاسب ممكنة.
الخلاصة
لقد أصبح التداول فائق السرعة أحد الاساليب الذكية المستحدثة فى التداول، والتى ساعدت فى توفير سيولة نقدية كبيرة فى الأسواق العالمية، كما أضحى أكثر شيوعاً بعد أن قدمت البورصات المختلفة عروضاً تحفيزية لإضافة المزيد من السيولة إلى الأسواق، لكنه يحتاج إلى تجهيزات خاصة. يمكن الاستعانة بهذه الطريقة فى كافة أنواع الأسواق ومع كافة أنواع أصول التداول (المعادن النفسية مثل الذهب، والفضة .. العملات المختلفة.. النفط .. العملات المشفرة مثل البتكوين، الايثيريوم .. إلخ).
لمتابعة المزيد من الاخبار والتحليلات اضغط هنا
لقراءة مقالات سابقة عن توقعات الذهب اضغط هنا