ما هي صناديق التحوط وكيف تعمل؟
ما هي صناديق التحوط؟
صناديق التحوط هي شركات مالية تستخدم الاموال المجمعة لتحقيق عوائد مستمرة باستخدام استراتجيات مختلفة لمستثمريها ، يتم انشاء صناديق التحوط من قِبل مجموعة من المستثمرين المؤهلين أو المحترفين وعادة ما يكون الصندوق مغلقاً عليهم
يعد صندوق التحوط أحد أساليب إدارة الاستثمارات النشطة مرتفعة المخاطرة والتي تهدف إلى تحقيق عوائد اعلى، وكما ذكرنا فإن هذا النوع من الصناديق عادةً ما يتسم بالادارة النشطة للاصول والتي قد تلجأ لاستخدام المشتقات المالية ووالاعتماد على الرافعة المالية في عمليات التداول، ومن المعروف ان صناديق التحوط تقوم بتنوع المحافظ وتركز بشكل دقيق على تحقيق العوائد المربحة
كيف يعمل صندوق التحوط؟
يقوم مدير صندوق التحوط عادةً بجمع راس المال من المستثمرين الخارجيين ويستثمر من خلال استراتيجية محددة. وعادة ما يستخدمون استراتجيات معقدة و يستثمرون في المنتجات المعقدة بما في ذلك المشتقات المدرجة في أسواق المالية المركزية و كذلك تلك الغير مدرجة والتي يتم التداول عليها في صفقات مباشرة مابين طرفين وهي عادة ما يطلق عليها التنفيذات خارج المقصورة
فان احدى الاستراتجيات الشائعة تسمى (وحدات الماكرو العالمية) ، حيث يتخذ صندوق التحوط صفقات الشراء و والبيع على المكشوف في الاسواق العالمية بناءً على تصورات مدير الصندوق لاتجاهات الاقتصاد العالمي, حيث قد يستهدف مدير الصندوق الاستثمار في الاسواق الآسيوية على سبيل المثال لتوقعه بأن يتفوق أداء الاقتصاد الاسيوي خلال الاعوام المقبلة على إقتصادات المناطق الأخرى من العالم، وهناك ايضاً الاستراتجيات المحايدة، حيث يهدف مدير الصندوق الى تقليل المخاطر الى الحد الادنى من خلال الاستثمار في صناديق الاسهم التقليدية او صناديق المراجحة او منتجات الدخل الثابت او السندات القابلة للتحويل
وهناك ايضا استراتيجية اخرى تسمى ب (الاستراتيجية المتتبعة للاحداث) والتي تستفيد عادةَ من تحركات الاسعار الناتجة عن وجود بعض الاحداث او الاخبار الرئيسية العالمية. وتندرج صناديق المراجحة الاندماجية و صناديق الاصول المتعثرة ضمن هذه الفئة
معايير صندوق التحوط
لكي يصبح المستثمرين بصناديق التحوط مُعتمدين او مؤهلين يحتاجون الى تلبية معايير معينة، حيث ان صناديق التحوط تتطلب حد ادنى من الدخل او الاصول للاستثمار بها، فعلى سبيل المثال يجب ان يكون صافي الثروة يتجاوز المليون دولار او بحد ادنى يكون الدخل السنوي لا يقل عن مائتين الف دولار وفقا لتعريف المستثمر المؤهل (المحترف بالولايات المتحدة الأمريكية) وقد يكون هناك عوامل أخرى يعتبر على أساسها المستثمر مؤهلا أو محترفا
للاستثمار في صناديق التحوط، يجب ان يكون لديك فهم جيد لمستوى المخاطر في التداول واستراتيجيات الاستثمار في الصناديق و قدرة التحمل و التعامل مع المخاطر، ومن الطبيعي انه كلما ارتفعت العوائد المحتملة كلما ارتفعت نسبة الخطورة
أما بالنسبة للسحب او صرف الاسهم قد تتعرض لمواجهة بعض القيود بان تكون اربع مرات في السنة و من المحتمل ان تكون اقل من ذلك، بالاضافة الى الالتزام بفترة الاغلاق في العام التي تقيدك بصرف اسهمك
الفرق بين صناديق التحوط وصناديق الاستثمار الجماعية
لايتم تنظيم صناديق التحوط بشكل صارم مثل الصناديق الجماعية وهو ما يمنح صناديق التحوط مجالاً اكبر لمتابعة الاستراتيجيات والاستثمارات المختلفة والتي قد تزيد من مخاطر خسائر الاستثمار. كما انها تعتبر بشكل عام اكثر حدة و خطورة من صناديق الاستثمار الجماعي التقليدية
يمكن لصناديق التحوط الاستثمار في اي شيء مثل العقارات والمشتقات المالية والعملات والسندات والاعمال التجارية و غيرها من الاصول، على عكس الصناديق المشتركة التي عادة ما تتمسك فقط بالاستثمار في سوق الاسهم والسندات . حيث تم تصميم صناديق التحوط لحماية المحافظ الاستثمارية من عدم اليقين في الاسواق بينما تهدف لتحقيق عوائد نشطة
من ناحية اخرى، فان الصناديق الجماعية مسجلة لدى هيئة الاوراق المالية والبورصات ويمكن بيعها لعدد غير محدود من المستثمرين . في حين ان صناديق التحوط غير مسجلة كما ذكرنا سابقاً ولا يمكن بيعها الا لفئة مؤهلة فقط من المستثمرين
في الوقت الذي نجد فيه أن مديري صناديق التحوط لديهم مرونة اكثر و يمكنهم استخدام المشتقات المالية و يمكنهم كذلك عمل تغييرات كبيرة على الاستراتجية المتبعة في التداول، على عكس مديري الصناديق الجماعية الذين لايمكنهم فعل ذلك. ومع ذلك يمكن للصناديق الاستثمار الجماعي أن تقدم لمستثمريها إمكانية إسترداد أموالهم بشكل يومي. ولكن صندوق التحوط يكون اكثر تقييداً سواء كان عند صرفه للعوائد دورياً او عدم قدرة مستثمريه على استرداد أموالهم أثناء فترات محددة
الفرق الآخر الملاحظ بين النوعين من الصناديق الاستثمارية هو الفارق في العوائد، حيث تتم ادارة صناديق الاستثمار الجماعي قياساً على مؤشر معياري ويتم ادارتها عادة لتقصى ومطابقة أدائها مع أداء المؤشر المعياري المحدد, كأن يدار صندوق الاستثمار المعياري لمطابقة أداء مؤشر عام لسوق الأسهم مثل مؤشر ستاندرد أند بورز 500 أو لتحقيق أداء يتفوق عليه ولو بقليل, بينما تكون عوائد صناديق التحوط أكثر مرونة ويتم عادة تقييم عوائدها وفقاً لمقدار المخاطرة التي تحملها مستثمريها أثناء فترة الاستثمار, وهو ما يجعل مستثمرو صناديق التحوط يتوقعون عادة عوائد أعلى نظرا لتعرضهم لقدر أكبر من المخاطرة