لماذا يفشل المتداولون اليوميون؟
يعتبر التداول اليومي من اشهر استراتيجيات التداول. والذي يعتمد على شراء و بيع الاوراق المالية في نفس اليوم. حيث يستفيد المتداولون بنظام التداول اليومي من التحركات او التقلبات الصغيرة للاسعار من بداية افتتاح الاسواق و حتى الاغلاق. ولا يتركون اياً من الصفقات مفتوحة بين عشية و ضحاها. فيتطلب ذلك درجة عالية من الانضباط لاثبات انه مربح
ينتبه المتداولون اليوميون للتحليل الاساسي للسوق للاستفادة من تحركات السوق قصيرة الاجل، فعلى سبيل المثال: الاحصاءات الاقتصادية وقرارات البنك المركزي والارباح التي من الممكن ان تكون عامل رئيسي في تحرك السوق حيث انهم يعتمدون بشكل كبير على التقلبات في تداولاتهم. حيث أن ما يجذب المتداولين اليوميين هو حالة الحركة والتقلبات السعرية اليومية للأسواق
صعوبات التداول اليومي
عادةً يُستخدم التداول اليومي لتقليل مخاطر التقلبات التي تحدث بشكل مفاجىء، ومع ذلك قد يواجه المتداولين اليوميين مشكلة تحقيق أرباح ثابتة وتعرض صفقاتهم للخسائر إذا ما كان السوق ثابتاً وغير متحرك أو إذا تحركت الأسواق بعكس أتجاهاتهم المتوقعه على مدار اليوم حيث أن صفقاتهم تعتمد على الاطر الزمنية قصيرة الاجل
لسوء الحظ قد يُساء تفسير احتمالية الربح من التداول اليومي من قِبل المستثمرين من الأفراد وبشكل خاص من المبتدئين في عالم تداول الاسواق المالية، لاسيما الذين وُعدوا بتحقيق عوائد ضخمة ، لذلك من المهم تقييم مخاطر تحركات السوق على المدى القصير. فهذا يتطلب بالتأكيد فهماً عميقاً لكيفية عمل الاسواق. ومن الاستراتجيات الشائعة للتداول اليومي : التداول عالى التردد و التداول القائم على الاخبار و تداول النطاقات العرضية والتداولات السريعة
لماذا يفشل المتداولون اليوميون؟
دعونا نلقي نظرة على الجانب السلبي للتداول اليومي، يمكن ان يفشل المتداولين في جني الارباح لعدد من الاسباب ، ومعظم تلك الأسباب يمكننا تصنيفها تحت عنوان رئيسي ألا وهو نقص المعرفة فعلى سبيل المثال: عدم وجود استراتيجية لوقف الخسارة . مع العلم انه هناك عدة اساليب يمكن للمتداول إستخدامها للحد من الخسائر
وهناك ايضاً انواع مختلفة من التحيزات الإدراكية لدى الناس التي قد يقع المتداول فريسة لها. فغالباً ما يثق المتداولون بشكل مفرط في قدراتهم مما يجعلهم يتداولوا بشكل اكثر جرأة وهو ما يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة المخاطرة، ويمكن ان تؤدي الثقة الزائدة لاتخاذ قرارات غير منطقية دون اجراء بحث كافٍ
الافراط في الثقة
هناك عائق اخر يؤدي الى خسارة المال في التداول وهو التغلب على المشاعر التي تلقي بظلالها على العقلانية في اتخاذ القرارات مثل الامل و الطمع و الخوف والندم
الحماسة الزائدة
عادةً ما يكون الناس متحمسين و متفائلين عندما يسمعون قصص نجاح المتداولين الذين يربحون الملايين او جزء من المال من التداول على اسهم الشركات الصغيرة، ففي ذلك الوقت يفكرون جيداً في اتخاذ قرار البدء في التداول، متجاهلين تماماً اي بحث يُوجب عليهم اجراؤه او حتى طلب توصية احد المتخصصين في المجال
الطمع
الطمع، هو احد المشاعر الاخرى التي يمكن ان تعترض طريق التداول . ولسبب غير معروف ستكون متردد ولا تعرف متى تغلق الصفقة و تعتقد ان السهم يمكن ان يصعد اكثر فاكثر من حيث القيمة، ولكن من الناحية الواقعية يمكن ان يكون صعوداً أكثر ضعفاً مما توقعته
الندم
الندم ايضاً يمكن ان يؤدي الى اعاقة القدرة على جني الارباح في التداول اليومي، إما عن طريق البيع في وقت مبكر جداً او عدم شراء الاسهم الاكثر شعبية، والخضوع مرة اخرة لحالة اللاعقلانية لتعويض الخسائر المتكبدة والوصول الى ابعد من اللازم، مما يؤدي الى تراكم الخسائر
عدم وجود خطة للتصرف في الاحداث المفاجئة
يمكن ان تؤدي الاشاعات المفاجئة او الارباح السلبية الى انخفاض الاسهم، لذا من المهم ان تظل منتبهاً للاخبار العامة والبيع بخسائر محدودة بدلاً من الانتظار لفترات طويلة، يتطلب الامر الكثير من البحث و الاعداد قبل تطوير استراتيجيات و خوارزميات للتداول اليومي بشكل ناجح و غير متحيز
يجب على المتداولين ان يأخذوا في اعتبارهم، انه من الضروري التخطيط المسبق و كذلك تحديد الاستراتيجية الصحيحة، وهو ما سيستغرق بعض الوقت، حيث يجب ان تشمل خطة التداول مراكز الدخول والخروج من الصفقات و تحديد حجم العقد بالاضافة الى ادارة المخاطر
الافراط في التحليل
ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أنه مع تطبيق ماسبق ،إلا أنه من الضار كذلك الإفراط في التحليل ، وهو الامر الشائع عند المتداولين المتعمقين في التعلم و المعرفة حول مؤشرات التداول، وهو ما يعرضهم في كثير من الأوقات إلى الافراط في تحليل كل صفقة بدلاً من اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب
الخلاصة
وفي الختام، يجب أن تعرف الحقيقة التالية “التداول بلا هدف لن يجعلك تربح بشكل مستدام وعلى الأجل الطويل”، وكذلك الامر تماما، عندما نتداول على اساس العاطفة وبدون خطة تداول مدروسة. فإن فهم تقلبات الأسواق والاستعداد الجيد لكل سيناريو محتمل بخطة محكمة لمواجهة تلك المخاطر، هذا وحده ما سيساعدك على الحد من الخسائر و سيساعدك على الاستجابة لتغيرات الأسواق بطرق افضل