زوج الاسترليني/الدولار يتراجع إلى 1.2710 بعد مكاسبه الأخيرة
توقف زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي، GBP/USD، عن تحقيق المكاسب التي شهدها منذ يوم الأربعاء الماضي، حيث وصل إلى مستوى 1.2710 خلال تداولات الجلسة الآسيوية ليوم الاثنين. وعلى الرغم من ذلك، حظي الجنيه الإسترليني بدعم إيجابي أمام الدولار الأمريكي بفضل تحسن الإقبال على المخاطرة، وذلك ردًا على البيانات الاقتصادية المتباينة الصادرة من الولايات المتحدة.
يظل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) مستقرًا بالقرب من 102.40 مع توجه سلبي، ويمكن أن يتأثر بتراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لمدة عامين، حيث بلغ العائد حاليًا 4.38٪ بحلول تاريخ النشر.
شهد الدولار الأمريكي يوم الجمعة حالة من التذبذبات المالية، حيث تباينت بين الارتفاع والانخفاض، وذلك نتيجة للمعلومات الاقتصادية المختلفة التي أُصدرت. في سياق الأخبار الإيجابية، أفادت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي بتحسن الوضع في سوق العمل، حيث شهدت الرواتب غير الزراعية زيادة إلى 216 ألف وظيفة في ديسمبر، وهو ما يتجاوز الإحصائية السابقة التي كانت 173 ألف وظيفة، وكذلك توقعات السوق التي كانت 170 ألف وظيفة.
مع ذلك، أظهر تقرير معهد إدارة التوريدات (ISM) تراجعاً في أداء قطاع الخدمات خلال شهر ديسمبر، حيث سجل مؤشر مديري مشتريات الخدمات (PMI) قيمة 50.6، وهو ما يقل عن التوقعات التي كانت تشير إلى 52.6، وأيضاً أقل من القراءة السابقة التي كانت 52.7.
أبدى توماس باركين، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، رأيه حول سوق العمل الأمريكي، حيث أشار إلى وجود نمط ثابت من التراجع، مشددًا على أن من غير المحتمل حدوث تسارع جديد في هذه الفترة. وأكد باركين أن فرضية تسريع سوق العمل تظهر ضعيفة في الوقت الحالي.
لوري لوجان، رئيس فرع الاحتياطي الفيدرالي بدالاس، أثرًا بتوجيهاته حول السياسة النقدية، حيث أشار إلى أهمية عدم الاستعجال في رفع أسعار الفائدة نظرًا للتسهيلات المالية الحالية. يُظهر تأكيده على تجنب أي تشديد مبكر لضمان عدم تضييع فرص تحفيز الطلب الناتج عن هذه الإجراءات، الحذر والتوازن الذي تسعى إليه البنوك المركزية.
من الممكن أن تكون التقارير الاقتصادية الإيجابية الأخيرة من المملكة المتحدة قد أثرت بشكل إيجابي على قوة الجنيه الاسترليني. أظهرت البيانات المتعلقة بالإقراض الاستهلاكي في المملكة تقدمًا في نوفمبر. بالإضافة إلى ذلك، تقدم مؤشر مديري المشتريات المركب من S&P Global/CIPS لشهر ديسمبر علامات تشير إلى التحسن، خاصة في مؤشر المشتريات للقطاعات الخدمية.
قد يتعرض الجنيه الإسترليني لضغوطات بيع نتيجة لتوقعات سلبية حيال الوضع الاقتصادي. يظهر أن المستثمرين يترقبون قرارات صارمة من قبل القائمين على السياسة في بنك إنجلترا، مع وجود تحديات تتعلق بإمكانية تدهور الأوضاع الاقتصادية في المملكة المتحدة وارتفاع معدلات التضخم المستمرة.
تزايدت الضغوط على المسؤولين التنفيذيين في الشركات البريطانية لاتخاذ إجراءات فورية، حيث يطالبون بنك إنجلترا بتخفيض أسعار الفائدة على الفور. يُعتبر هذا الطلب خطوة محورية لتقديم الدعم الضروري للاقتصاد المتعثر. وقد شدد مسح معهد المديرين على هذه المخاوف، مؤكدًا التراجع المستمر في ثقة المديرين البريطانيين تجاه الوضع الاقتصادي المستقبلي للمملكة.
سيتابع المستثمرون بانتباه مبيعات التجزئة لاتحاد التجزئة البريطاني (BRC) في تقريرهم المتوقع يوم الثلاثاء، بينما ينتظرون نتائج الإنتاج الصناعي المرتقبة يوم الجمعة، وذلك لتقييم الوضع الاقتصادي الحالي في المملكة المتحدة.