خام غرب تكساس الوسيط يواصل التداول بالقرب من 73 دولارًا
تشهد أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI) تراجعاً لليوم الثاني على التوالي يوم الاثنين، حيث بلغت حوالي 73.00 دولارًا للبرميل خلال الجلسة الآسيوية. على الرغم من ذلك، تظل السلعة مقيدة داخل نطاق تداول مألوف استمر على مدى الثلاثة أسابيع الماضية تقريبًا، وسط إشارات أساسية متباينة. وهذا يستدعي التحلي بالحذر قبل اتخاذ أي توجيهات قوية فيما يتعلق بالرهانات.
تأثرت السفر في أجزاء واسعة من الولايات المتحدة بفعل الطقس الشديد البرودة، مما أثار مخاوف حول تراجع الطلب في أكبر دولة مستهلكة للوقود في العالم. وإلى جانب ذلك، أظهرت بطء عملية التعافي الاقتصادي في الصين، وهي أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم، أنها عامل إضافي يعيق أداء السوق النفطية. في الوقت نفسه، يُتوقع أن تظل أسواق النفط ذات إمدادات كافية خلال النصف الأول من عام 2024، وذلك رغم تقليصات الإنتاج التي لا تلبي التوقعات من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والإنتاج الأمريكي الذي يسجل أرقاماً قياسية. ويعزز ذلك احتمالات حدوث خسائر إضافية في المستقبل القريب.
في الوقت الحالي، يظل المستثمرون قلقين بشأن امتداد نطاق النزاع بين إسرائيل وحماس إلى مناطق أخرى في المنطقة، مما يؤدي إلى تعطيل إمدادات النفط من الشرق الأوسط. يأتي هذا القلق في ظل توقعات بتحسن الطلب العالمي على النفط خلال العامين القادمين، مما يجعل من الصعب على المتداولين الذين يتوقعون الانخفاض اتخاذ مواقف لتحقيق خسائر أكبر. في الواقع، قامت منظمة أوبك والوكالة الدولية للطاقة (IEA) برفع توقعاتهما للطلب العالمي على النفط لعام 2024 في الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من هذا التحسن المتوقع، يظل الهجوم على محطة تصدير الوقود الروسية خلال عطلة نهاية الأسبوع يشكل تحديًا إضافيًا قد يحد من تراجع أسعار النفط.
يترقب التجار حالياً اجتماعات البنك المركزي البارزة هذا الأسبوع، والتحديثات الاقتصادية في سعيهم للحصول على دعم جديد. يُنتظر أن يُعلن بنك اليابان (BoJ) عن قراراته السياسية يوم الثلاثاء، فيما سيعقد البنك المركزي الأوروبي (ECB) اجتماعه يوم الخميس. وعلى الرغم من ذلك، ستكون الأنظار متجهة أيضاً نحو إصدار قراءة مؤشر مديري المشتريات العالمي السريع لشهر يناير، جنبًا إلى جنب مع نتائج الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الرابع، بهدف استقاء إشارات حول الطلب على الوقود ومراقبة التقلبات المحتملة في أسعار النفط.