تراجع الجنيه الإسترليني: الأسباب والتحديات المحلية التي تواجه الاقتصاد البريطاني
تعرض الجنيه الإسترليني لضغوط بيع قوية بعد نشر مؤشر مديري المشتريات التصنيعي العالمي الذي جاء دون التوقعات لشهر ديسمبر من قبل شركة ستاندرد آند بورز، حيث أظهرت البيانات أن نشاط المصانع لم يتجاوز ٤٦.٢ مقابل ٤٦.٤ في القراءة السابقة وهو ما يدل على انكماش الأنشطة الاقتصادية حيث أن أي رقم أقل من ٥٠.٠ يُعتبر مؤشرًا على الانكماش وبهذا يستمر مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في البقاء دون ٥٠.٠ للشهر الـ ١٧ على التوالي.
أشارت وكالة S&P Global إلى أن إنتاج الصناعات التحويلية في المملكة المتحدة تراجع بشكل متسارع نهاية عام ٢٠٢٣ وتظل حالة الطلب غير حيوية حيث شهدت الطلبيات الجديدة انخفاضًا كبيرًا مرتبطًا بالتحديات التي تواجه الأسواق المحلية وأسواق التصدير وخصوصًا الاتحاد الأوروبي وقامت هذه الأوضاع بإضعاف ثقة الشركات المصنعة حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها على مدى العام وأثرت في تبني استراتيجيات حذرية بالنسبة للتكاليف والمخزون والتوظيف.
تتركز توجهات الجنيه الإسترليني حاليًا بشكل كبير حول التكهنات والتوقعات من المستثمرين حول موعد التخفيض المتوقع في أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا و تشير توقعات السوق إلى احتمالية بدء بنك إنجلترا في خفض أسعار الفائدة في شهر مايو خصوصًا مع تنامي المخاوف من تباطؤ الاقتصاد البريطاني على الرغم من عدم تقديم دعم رسمي من قبل صناع السياسة في البنك حول هذه الخطوة حتى الآن إلا أن الظروف الاقتصادية المحيطة قد تضطرهم في المستقبل إلى النظر في تخفيض أسعار الفائدة.
محركات السوق اليوم
- شهد الجنيه الإسترليني انخفاضًا حادًا بسبب عدم توافق مؤشر مديري المشتريات التصنيعي العالمي S&P في المملكة المتحدة لشهر ديسمبر مع التوقعات وقد ساهمت الفائدة المرتفعة التي فرضها بنك إنجلترا وارتفاع الأسعار الأساسية في زيادة الضغوط على الأسر المحلية.
- انخفضت البيانات الاقتصادية إلى مستوى ٤٦.٢ نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة وتصاعد أزمة تكلفة المعيشة مما أثر سلباً على الطلب في الأسواق المحلية والدولية.
- من المتوقع أن تظل التوقعات المتعلقة بقطاع التصنيع في المملكة المتحدة غير مشرقة ومع ذلك قد يجد الموردون أنفسهم في حاجة لتقديم المواد الخام بأسعار منخفضة نسبيًا مما يساهم في تخفيف الضغوط المرتبطة بالأسعار.
- بشكل عام يمكن القول أن أداء الجنيه الإسترليني كان إيجابيًا في مقابل الدولار الأمريكي وذلك نظرًا لاستمرار جاذبية الأصول ذات المخاطر العالية ، ومع ذلك يمكن أن يتأثر الجنيه الإسترليني بتراجع قوته نظرًا لمخاطر الركود التي قد تواجه المملكة المتحدة.
- بحسب التقديرات الأخيرة التي أصدرها مكتب المملكة المتحدة للإحصاءات الوطنية (ONS) تراجع الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة بنسبة ٠.١٪ خلال الربع الثالث من العام ٢٠٢٣
- لا يتوقع بنك إنجلترا أن يشهد الربع الأخير من عام ٢٠٢٣ أي نمو إذا تراجع اقتصاد المملكة المتحدة خلال الفترة الممتدة من أكتوبر إلى ديسمبر فهذا سيُعتبر إشارة إلى وجود ركود فني وهو يعني تراجعاً في النمو لربعين متتاليين.
- أكد وزير المالية البريطاني جيريمي هانت في تصريحاته على أن توقعات النمو الاقتصادي للبلاد تبقى متفائلة بالرغم من البيانات التي نُشرت مؤخرًا من مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني والتي قد تظهر بعض التحديات.
- في ظل التدهور الاقتصادي في المملكة المتحدة قد يتعين على صانعي القرار في بنك إنجلترا مراجعة خياراتهم والنظر في خفض أسعار الفائدة قبل المواعيد المحددة سابقًا.
- تواجه الاقتصاد المملكة المتحدة حاليًا فترة من التباطؤ وهذا قد يضطر المسؤولين في بنك إنجلترا إلى النظر في خفض أسعار الفائدة في وقت سابق من الأولى ما كان متوقعًا.
- في الأيام القادمة من هذا الأسبوع سيتابع المستثمرون بشغف بيانات مؤشر مديري المشتريات للخدمات العالمية من S&P لشهر ديسمبر حيث من المقرر نشرها يوم الخميس المقبل وتشير التوقعات إلى استقرار البيانات الاقتصادية عند مستوى ٥٢.٧.
- في سوق العملات الدولية يظهر تحسن ملحوظ لمؤشر الدولار الأمريكي (DXY) حيث يتجه صوب مستوى ١٠١.٥٠ تزايد اهتمام المستثمرين الآن نحو تقارير مؤشر مديري المشتريات في قطاعي التصنيع والخدمات ISM بالإضافة إلى بيانات الأسبوع الحالي التي من المتوقع أن تصدر.
- تتجه الإقبالية نحو الدولار الأمريكي باتجاه الانخفاض حيث يتطلع المتداولون في الأسواق إلى أن يكون البنك الاحتياطي الفيدرالي الرائد بين دول مجموعة السبع في تبني خطوات لخفض أسعار الفائدة.
- من المتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بنسبة ٢٥ نقطة أساس مما يجعلها تتراوح بين ٥.٠٠٪ و٥.٢٥٪، بدءًا من شهر مارس كما يُنتظر أن يُجري البنك تخفيضًا آخر في شهر مايو.
التحليل الفني: الجنيه الإسترليني ينخفض إلى ما يقرب من ١.٢٦٤٠
بعد تسجيل هبوط حاد تضعف قيمة الجنيه الإسترليني بشكل كبير بالقرب من ١.٢٦٤٠ بسبب تراجع رغبة المستثمرين في تحمل المخاطر و يراقب المستثمرون بانتظار نتائج سوق العمل الأمريكي ومؤشرات نشاط المشتريات لتقييم المشهد الاقتصادي المقبل.
في الإطار الزمني اليومي يستمر زوج العملات GBP/USD في الحفاظ على مستوى فوق المتوسط المتحرك الأسي ٢٠ يومًا مما يدل على وجود طلب متزايد في المدى المحدد في الوقت نفسه تظل المؤشرات التذبذبية مترددة في تأكيد الاتجاه الهابط.