الذهب يتخلى عن مكاسبه المتواضعة، ويتطلع إلى البيانات الأمريكية
يستمر سعر الذهب (XAU/USD) في جذب بعض المستثمرين لليوم الثاني على التوالي وذلك في جلسة يوم الأربعاء ورغم أنه لا يزال يعاني من نقص في المتابعة ويظل دون الذروة الشهرية التي وصل إليها في الجلسة السابقة يُرجح أن توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي بعدم رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر وارتفاع المراهنات على تخفيف السياسة في النصف الأول من عام ٢٠٢٤ تُبقي عائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل ١٠ سنوات قرب أدنى مستوى له في شهرين ويعتبر ذلك خلفية قوية للذهب الذي لا يولد عائدًا بالرغم من أن تأثير الدولار الأمريكي (USD) بقوته المتواضعة يقيد اتجاه الارتفاع.
و تظهر هذه الفقرة تحليلًا لحركة مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) وهو مؤشر يتبع قيمة الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الأخرى و يبدو أن المؤشر قد بدأ في التعافي بشكل أكبر من أدنى مستوى له الذي وصل إليه في ٣١ أغسطس و يشير التحليل إلى أن هذا التحسن قد حدث بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة حيث أعادت صناع السياسات التأكيد على قرارهم بالإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة وتشديدها إذا لزم الأمر بسبب عدم التقدم في مكافحة التضخم.
أيضًا يشير النص إلى فشل الذهب في الارتفاع فوق مستوى نفسي مهم (٢٠٠٠ دولار) مما يمنع المستثمرين من وضع رهانات جديدة على ارتفاع سعر الذهب و يمكن فهم ذلك على أن الاستثمارات في الذهب تعتبر خيارًا جذابًا عندما يكون هناك عدم استقرار اقتصادي أو توترات سياسية ولكن قرارات الفيدرالية بالحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة قد تجعل الدولار الأمريكي أكثر جاذبية للمستثمرين وبالتالي يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على أداء الذهب.
سعر الذهب يتراجع عن ذروته الشهرية
تظل أسعار الذهب محل اهتمام يومي في عالم الأسواق حيث يستمر سعره في التراجع مقارنة بالذروة الشهرية التي وصل إليها في الثلاثاء الماضي وفي سياق متصل كشف محضر الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي عن تأييد المسؤولين لرفع أسعار الفائدة لفترة زمنية أطول بهدف ترويض التضخم وتعزيز الدولار الأمريكي.
على الرغم من ذلك يظهر أن المتداولين في السوق يظلون مقتنعين بأن الاحتمال الأكبر هو أن يظل البنك المركزي الأمريكي يحافظ على استقرار أسعار الفائدة بدلاً من رفعها ويأخذون في اعتبارهم إمكانية خفض أسعار الفائدة في ربيع عام ٢٠٢٤.
ويشير تدهور عائد سندات الخزانة الأمريكية لفترة ١٠ سنوات إلى أنه يتجه نحو أدنى مستوياته في شهرين وهو عامل رئيسي يشجع بعض التدفقات نحو الذهب الذي يظل بديلاً مفضلاً عن الاستثمار في السندات ذات العائد المنخفض.
و قد تراجعت مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى في أكثر من ١٣ عاما حيث بلغ معدلها السنوي المقدر موسميا ٣.٧٩ مليون وحدة في أكتوبر بانخفاض قدره ١٤.٦% عن الشهر نفسه من العام الماضي.
وجاء هذا الانخفاض مدفوعا بارتفاع أسعار الفائدة وأسعار المنازل بالإضافة إلى المخاوف من الركود الاقتصادي.
في سياق متصل وافقت إسرائيل وحركة حماس على اتفاق للإفراج التدريجي عن ٥٠ مدنيا محتجزين كرهائن في غزة مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين ووقف للأعمال العدائية لمدة أربعة أيام.
ويأتي هذا الاتفاق في إطار الجهود الرامية للتوصل إلى وقف شامل للأعمال العدائية في قطاع غزة الذي شهد موجة من العنف في الأسابيع الأخيرة.
حيث استهدف الجيش الأمريكي منشأتين تابعتين لميليشيات إيرانية في العراق ردا على سلسلة من الهجمات التي شنتها هذه الميليشيات ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
و لم يؤثر ذلك كثيرا على الأسواق المالية حيث لم يُنظر إلى الضربات على أنها تصعيد كبير للوضع في الشرق الأوسط كما لم تؤثر كثيرا على أسعار الذهب الذي يعتبر ملاذا آمنا في أوقات التوتر.
و ينتظر التجار الآن صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة وهي مطالبات البطالة الأسبوعية الأولية وطلبات السلع المعمرة ومؤشر ثقة المستهلك في ميشيغان المنقح لتحديد اتجاه الأسواق في المستقبل القريب.