الجنيه الإسترليني يرتفع بعد صدور بيانات اقتصادية إيجابية
في الجلسة الأوروبية يوم الخميس، استمر الجنيه الإسترليني في التحسن، حيث شهدت معنويات السوق تحسنًا ملحوظًا بعد بداية هذا العام المتردية بالنسبة للأصول ذات المخاطر. ومن بين العملات، شهد الزوج استرليني/دولار (GBP/USD) أكبر تعافي، وهذا في حين تظهر المناقشات بين أعضاء السوق توجهًا نحو تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي (Fed). بينما يظل بنك إنجلترا (BoE) ملتزمًا برؤيته، مؤكدًا على الضرورة المستمرة للحفاظ على معدلات الفائدة على مستويات مرتفعة.
في السياق ذاته، شهد مؤشر مديري المشتريات لشركة S&P Global UK للقطاع المركب والخدمات تحسنًا ملحوظًا، مما أسهم في تعزيز قيمة الجنيه الإسترليني. حيث تجاوزت نتائج المؤشر القياسية بمستويات 52.1 و53.4، متجاوزًا بذلك التوقعات السابقة المقدرة بـ 51.7 و52.7 على التوالي.
قد تواجه الجنيه الإسترليني تراجعًا في حال زادت المخاوف من دخول المملكة المتحدة في فترة ركود اقتصادي طفيفة. تبدو الآفاق الاقتصادية غير واعدة في ظل التحديات المتعلقة بالائتمان وطلب الأسر، مما قد يدفع بصانعي السياسة في بنك إنجلترا إلى إعادة النظر في استراتيجيات السياسة النقدية في وقت سابق من المتوقع.
الملخص اليومي لمحركات السوق: الجنيه الإسترليني يرتفع وسط انتعاش الاقتصاد البريطاني
يشهد الجنيه الإسترليني تعافيًا من مستوياته حول 1.2600، وذلك نتيجة لزيادة رغبة المستثمرين في تحمل المخاطر. وفي سياق متصل، سجلت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية ارتفاعًا طفيفًا في المناطق الخضراء، بعد تراجعها خلال جلستين متتاليتين.
يظهر أن معنويات الأسواق تشهد تحسنًا بعد تصريحات محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التي أُصدرت يوم الأربعاء. يُشار في هذا المحضر إلى حذر المسؤولين في صنع السياسات بشأن موقف السياسة النقدية والحاجة إلى تجنب التقييد المفرط.
أفادت محاضر اجتماع لبنك الاحتياطي الفيدرالي بأن هناك احتمالية لتخفيض أسعار الفائدة في المستقبل، ولكن لم يتم تحديد الوقت المناسب لذلك بعد.
كان صانعو القرار في بنك الاحتياطي الفيدرالي واثقين من قدرتهم على الحد من التضخم دون أن يؤدي ذلك إلى حدوث ركود.
وفي السياق نفسه، ساعد التحسن في أداء السوق على تقديم دعم مؤقت للجنيه الإسترليني. ومع ذلك، يظل التباين المحلي واضحاً ويعمل على تقويض الاستقرار.
هذا الأسبوع، سجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي، الذي يصدر عن S&P Global، قيمة بلغت 46.2، متراجعًا قليلًا عن القراءة الأولية التي كانت 46.4. ويُظهر هذا التراجع تأثير الارتفاعات المستمرة في معدلات التضخم وأسعار الفائدة، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.
تراجعت ثقة رواد الأعمال بشدة بسبب نقص الطلب وتزايد صعوبات مواجهة زيادة أسعار المعيشة. وما زال الاهتمام بالاستثمار في المشروعات التجارية محدود بسبب التكاليف المرتفعة للقروض.
يواجه اقتصاد المملكة المتحدة فترة ركود فني، حيث شهد الناتج المحلي الإجمالي للبلاد انخفاضًا بنسبة 0.1% في الربع الثالث من عام 2023. ويتزايد القلق من تكرار هذا الانخفاض في الربع الرابع. وفي تحليلاته الأخيرة، أشار بنك إنجلترا إلى عدم توقعاته بحدوث أي نمو اقتصادي في المدى المنظور.
يتعين على بنك إنجلترا التنقل بين إنقاذ الاقتصاد من الانزلاق إلى مرحلة الركود والتصدي للتحديات المرتبطة بارتفاع معدلات التضخم.
يظهر معدل التضخم الأساسي في المملكة المتحدة أنه يتجاوز النسبة المستهدفة التي تبلغ 2%، مما يتطلب من صانعي السياسات اتخاذ إجراءات تقييدية في السياسة النقدية.
في الوقت الراهن، شهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) انخفاضًا بعد أن سجل أعلى مستوى خلال فترة اثنين من الأسابيع عند الرقم 102.72. وتزايدت التكهنات حول تقليص بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بناءً على محتوى محضر الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
حاليًا، يتجه المستثمرون إلى انتظار إصدار تقرير التغير في التوظيف من ADP لشهر ديسمبر، والذي من المقرر أن يصدر في الساعة 13:15 بتوقيت جرينتش. وبحسب التوقعات، من المتوقع أن يكون هناك توظيف لـ 115 ألف عامل من قبل أصحاب العمل في القطاع الخاص بالولايات المتحدة خلال ديسمبر، مقارنة بتوظيف 103 ألف عامل في نوفمبر.