يواجه سعر الذهب (XAU/USD) ضغوطًا بالبيع نتيجة للتطورات في سوق العمل الأمريكي التي تُظهر تحسنًا. في الفترة من أبريل إلى يونيو، زادت تكاليف وحدة العمل بنسبة 2.2%، متجاوزة التوقعات والرقم السابق البالغ 1.6%. هذا النمو القوي في الأجور يمكن أن يعزز الإنفاق الاستهلاكي ويؤدي إلى استمرار التضخم.

في الوقت نفسه، انخفض عدد المطالبين بإعانات البطالة لأول مرة إلى 216 ألفًا في الأسبوع المنتهي في 01 سبتمبر، مقابل الرقم السابق البالغ 229 ألفًا، بينما توقع المستثمرون ارتفاع هذه المطالبات إلى 234 ألفًا. هذا يشير إلى استقرار نسبي في سوق العمل الأمريكي.

ومع تفاقم مشاكل الاقتصاد في دول مثل المملكة المتحدة ومنطقة اليورو بسبب سياسات النقد الأوروبية الصارمة وضغوط التضخم المرتفعة، يبدو الاقتصاد الأمريكي مستدامًا نسبيًا. من المتوقع أن يتجنب الاقتصاد الأمريكي الركود بفضل تباطؤ التضخم بفعل سياسة الفائدة الصارمة المتبعة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. في الوقت نفسه، يبقى نمو الوظائف والإنفاق الاستهلاكي مستقرًا.

على الرغم من قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي عدم تغيير سعر الفائدة في اجتماعه المتوقع في 20 سبتمبر، إلا أن الذهب لم يستفد من هذا القرار. يبقى المعدن الثمين معرضًا للضغوط بفعل استمرار تفضيل المستثمرين للاستثمار في الدولار الأمريكي بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي.

من المقرر أن تشهد الأسواق اليوم إصدار بيانات تكاليف العمالة للوحدة الأمريكية للربع الثاني في الساعة 12:30 بتوقيت جرينتش. من المتوقع أن ترتفع هذه التكاليف بنسبة 1.6%، وهو نفس معدل النمو في الربع الأول. إذا تجاوزت هذه القراءة التوقعات، فقد يزيد ذلك الضغوط التضخمية.

بينما يواجه الاقتصاد الأمريكي تحديات محددة، مع تدهور الاقتصادات العالمية، يبدو الدولار الأمريكي متينًا وقويًا. قد يتجاوز الدولار مستوى المقاومة الفوري عند 105.00 نظرًا للتفاؤل بنمو الأجور وتحسن البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة، في حين تظل الدول الأخرى تواجه صعوبات اقتصادية. في المملكة المتحدة ومنطقة اليورو، انخفض مؤشر مديري المشتريات بشكل حاد في أغسطس، مما يعكس تدهور الأوضاع الاقتصادية. في الصين، لا تزال هناك مخاوف من حدوث انكماش اقتصادي.

من المهم أن يتابع المستثمرون بعناية بيانات تكاليف العمالة للربع الثاني والتي ستصدر في الساعة 12:30 بتوقيت جرينتش. إذا ارتفعت هذه التكاليف بمعدل أعلى من المتوقع، فقد يزيد ذلك الضغوط على التضخم. في هذا السياق، من المتوقع أن يلقي بعض صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي خطبًا للتحدث عن الوضع الاقتصادي.

سعر الذهب تحت ضغط اسفل مستوى 1920 دولار بفعل عمليات بيع ومحاولاته للصعود، وذلك في سياق تقلب الدولار الأمريكي وتدهور المعنويات في الأسواق. ويظل المعدن الثمين تحت ضغط قوي بعد أن فشل في البقاء فوق المتوسطين المتحركين الأسيين لمدة 20 و 50 يومًا، ويتجه نحو المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم الذي يتداول عند مستوى 1910 دولار. وتشير مؤشرات الزخم إلى أداء ضعيف محتمل في المستقبل، وسط تفاوت في توقعات أسعار الفائدة.