يصل ارتفاع اسعار النفط عالمياً للاسبوع السابع على التوالي الى اختراق حاجز الـ 90 دولار و 92 دولار للبرميل امريكي في نيويورك ، حيث انا هذه الارتفاعات شوهدت اخر مرة قبل سبع سنوات. كما عزز هذا الارتفاع المفاجئ العديد من الاسهم في قطاع النفط فوق الحد اليومي ،  بما في ذلك Zhongman Petroleum و Behnken Energy و COSL.

كما ان الاسواق حالياً مترقبة صدور التقرير الشهري لـ اوبك + عن انتاج النفط الخام ، وسوف تركز الاسواق على ما اذا كان بإمكان أعضاء المنظمة بتلبية أهداف الانتاج و هل ستستمر التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على العرض ،  لذلك من المتوقع أن يؤدي إصدار التقرير إلى زيادة التقلبات في سوق النفط الخام. ومن ثم ، يجب على المستثمرين إيلاء اهتمام وثيق لنفس الأمر

لماذا ارتفعت أسعار النفط العالمية في الآونة الأخيرة؟

يعد العرض هو الجانب الاساسي لارتفاع اسعار النفط الخام في البداية ، حيث تسود نغمة القلق في الاسواق بشأن عدم قدرة بعض الدول الاعضاء في اوبك على تلبية اهداف الانتاج الشهرية من النفط وتفتقر إلى الطاقة الاحتياطية للزيادات المستقبلية في إنتاج النفط،  مما يؤدي إلى النقص في جانب العرض. حيث أدت التوترات الجيوسياسية الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا إلى تفاقم مخاوف السوق بشأن إمدادات النفط الخام. حيث تؤثر روسيا بشكل كبير على إمدادات النفط الخام العالمية كمنتج رئيسي للنفط. وعلى الرغم من كونها ثاني أكبر منتج للنفط في العالم ، فإن روسيا ليست عضوًا في أوبك. حيث تتمتع روسيا بوضع شبه احتكاري في إمدادات الغاز الطبيعي الأوروبية. وإذا دخل البلدان في حرب ، فإن التوترات في جانب إمدادات النفط الخام ستزداد وتؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط. ومن منظور مخزونات النفط ، أدى الطقس البارد الأخير في الولايات المتحدة إلى انخفاض إنتاج النفط الخام. علاوة على ذلك ، انخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكية بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي ، مما زاد من دعم أسعار النفط.

وبالنظر الى جانب الطلب ، عندما ظهرت جائحة فيروس كورونا و بالأخص طفرة اوميكرون في جميع انحاء العالم في وقت سابق، انخفضت اسعار النفط العالمية حيث كان من المثير للدهشة ان انتشار الفيروس لم يقلل الطلب على النفط الخام ، ومع ذلك تسبب انقطاع الإمدادات الناجم عن الوباء في تشديد إمدادات النفط والغاز العالمية. حيث ان توقعت أوبك في تقريرها الشهري لشهر يناير أن يصل الطلب العالمي على النفط الخام في عام 2022 إلى 100.79 مليون برميل يوميًا ، متجاوزًا مستوى الطلب 100.10 مليون برميل في عام 2019 قبل الوباء. ويعد نقص المعروض هو السبب الرئيسي وراء الوضع الحالي في سوق النفط الخام ، والذي يستمر في دعم ارتفاع أسعار النفط.

وعلى الرغم من أن بعض المحللين أشاروا إلى أن الولايات المتحدة على وشك بدء دورة من رفع أسعار الفائدة هذا العام ، فإن كبح التضخم قد يؤدي في نفس الوقت إلى كبح الطلب على النفط الخام. ومع ذلك ، رفضت أوبك مثل هذا الرأي ، مشيرة إلى أن رفع أسعار الفائدة من غير المرجح أن يضعف توقعات الطلب على النفط الخام. ونتيجة لذلك ، ستستمر قوة السوق حتى مع تشديد البنوك المركزية لسياستها النقدية ، ومع مخزونات النفط الأقل بكثير من متوسطها لمدة خمس سنوات.

إلى أي مدى سترتفع أسعار النفط الخام في المستقبل؟

في مواجهة أسعار النفط المرتفعة القياسية ، تعتقد العديد من الأصوات في السوق أن وقت ذروة أسعار النفط لم يحن بعد ، وهناك مجال لارتفاع الأسعار هذا العام. ومع ذلك ، مع قيام الدول الرئيسية المنتجة للنفط في العالم بزيادة الإنتاج تدريجياً ، قد تتباطأ أسعار النفط إذا لحق العرض بالنفط الخام مع الطلب. ومع ذلك ، لم تقم بعض دول أوبك بزيادة الإنتاج كما هو مخطط سابقًا. ومع هدف إنتاج يومي يبلغ 250.000 برميل ، سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً لتغيير الوضع الحالي لإمدادات النفط الخام المقيدة.

كما ذكرت أوبك سابقًا ، قد تستمر أسعار النفط الخام في التقلب التصاعدي في عام 2022 ، لتحافظ على مستوى متوسط ​​إلى مرتفع طوال العام. وقد جعل هذا العديد من شركات الاستثمار العالمية متفائلة بشأن قطاع النفط والغاز. بينما تعتقد المؤسسات أن الاتجاه الصعودي في أسعار النفط سوف يساعد على زيادة زخم التنمية في صناعة استخراج النفط الخام وصناعة خدمات النفط. كما أنه سوف يساعد على تعزيز الابتكار التكنولوجي والتطبيق في صناعة استخراج النفط. حيث يتوقع بنك جولدمان ساكس أن تتجاوز أسعار النفط 100 دولار أمريكي في الربع الثالث ، كما يتوقع بنك مورجان ستانلي أن تتجاوز أسعار النفط 100 دولار أمريكي.

ومع ذلك ، يجب على المستثمرين ملاحظة أن ارتفاع أسعار البنزين هو أيضًا أحد الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة. وسيؤثر ارتفاع أسعار النفط الخام أيضًا على شعبية الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي. لذلك ، تبذل حكومة الولايات المتحدة قصارى جهدها لاحتواء أسعار النفط عبر القنوات السياسية ، لكنها تستمر في الصعود. بالإضافة إلى ذلك ، يميل عدم اليقين الجيوسياسي أيضًا إلى ارتفاع أسعار النفط الخام الدولية في مواجهة مجاهيل حاسمة في المستقبل. وإذا كانت هناك مؤشرات على حل جيوسياسي أو تخفيف ، يمكن لأعضاء أوبك والحكومات أن يتكاتفوا لتهدئة أسعار النفط. لذلك ، قد تخضع أسعار النفط العالمية لتعديل الهبوط الحاد ، وقد تنخفض إلى ما دون 86 دولارًا وتتحدى مستوى 80 دولارًا.

تعرف على المزيد حول نصائح تداول النفط الخام