جاءت شهادة "جيروم باول" رئيس بنك الاحتياط الفيدرالى أمس - أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ الأمريكي - حاسمة وواضحة: "بنك الاحتياط الفيدرالى ملتزم تماما بالسيطرة على الأسعار وكبح جماح التضخم ويمتلك الأدوات المناسبة لتحقيق ذلك والعودة إلى هدفه البالغ 2% مع امكانية تعرض الاقتصاد للركود والانكماش".

رؤية باول حول التضخم

يرى باول أن التضخم المرتفع يمثل تهديدا لأهداف الفيدرالي الأمريكي، وأرجع ارتفاع معدل التضخم بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة إلى زيادة أسعار النفط و انتعاش معدلات الإنفاق بالتزامن مع إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي وأزمة سلاسل التوريد بالإضافة إلى الحرب الروسية ضد أوكرانيا، مضيفاً أن الفيدرالى الأمريكى قادر على مواجهة كافة التحديات التى تواجه المستهلك الأمريكى بسبب التضخم الهائل، وأن استقرار الأسعار هو الركيزة الأساسية للاقتصاد ومن ثم تم اتخاذ قرار بخفض الموازنة العمومية في ظل التضخم المرتفع.

الرؤية حول سوق العمل

استمر تفاؤل باول بشأن توقعات التوظيف في شهادته المكتوبة أمام الكونجرس، مشيداً بقوة سوق العمل واستمرار قوة الطلب، مؤكداً أن مكاسب فرص العمل ستنتعش في الأشهر المقبلة مع زيادة توزيع اللقاحات، مما يخفف من بعض العوامل المرتبطة بوباء كوفيد-19 التي تثقل كاهل المصانع حاليا. أكد أيضاً فى سياق متصل أن معدلات الأجور ارتفعت بقوة خلال الفترة الماضية، وهناك كثير من الدلائل التي تشير إلى استقرارها.

رفع سعر الفائدة

كرر باول خلال شهادته أن الزيادات المستمرة في سعر الفائدة الأساسى لمجلس الاحتياط الفيدرالي أداة مناسبة للحد من ارتفاع التضخم، وأن معظم المؤشرات الرئيسية التى تقيس التضخم تشير مؤخراً إلى حاجة الفيدرالى للأسراع من وتيرة زيادات الفائدة استناداً إلى البيانات الاقتصادية، مع امكانية رفع الفائدة 100 نقطة أساس إذا ثبت أنها مبررة.

هدف الفيدرالي الأمريكي هو تحقيق الاستغلال الأمثل لسوق العمل واستقرار الأسعار في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية. الاقتصاد الأمريكي مازال قوياً للغاية رغم تشديد السياسة النقدية، ولكن هناك تخوف من أن يؤدي ذلك لركود اقتصادي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة وقراءة تحليلات ومقالات أخرى للكاتب اضغط هنا