← عودة للخلف

الفيدرالى الأمريكى يخشى من فقد السيطرة على التضخم والدخول فى نفق اقتصادى مظلم

الجمعة ١٣ مايو ٢٠٢٢
الفيدرالى الأمريكى يخشى من فقد السيطرة على التضخم والدخول فى نفق اقتصادى مظلم

تراجع التضخم فى الولايات المتحدة على أساس سنوي للمرة الأولى منذ أشهر في أبريل، لكن الزيادة السنوية في مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 8.3% ظلت سريعة بشكل يدعو للقلق، وتسارع بالفعل مؤشر يراقب عن كثب تكاليف الغذاء والوقود المتقلبة.

- لاتزال الضغوط التي أبقت التضخم مرتفعا لعدة أشهر قوية وقائمة، وهى بمثابة تحد للأسر التي تحاول تحمل النفقات المتزايدة وللبيت الأبيض وبنك الاحتياط الفيدرالي في محاولتهما وضع الاقتصاد الأمريكى على مسار أكثر ثباتاً.

- بدأ معدل التضخم في الاعتدال على أساس سنوي، بعدما ارتفع سريعاً فى مارس مسجلاً 8.5%. كان التباطؤ في أبريل هو أول تباطؤ منذ أشهر ، وجاء جزئياً بسبب انخفاض أسعار الغاز الشهر الماضي. ويجري الآن قياس الزيادات السنوية في الأسعار مقابل قراءات الأسعار المرتفعة من الربيع الماضي، عندما بدأ التضخم ارتفاعاته الهائلة.


- ارتفعت الأسعار بشكل كبير في الربيع الماضي ، وبالتالي فإن الزيادة الآن عن العام السابق تبدأ من خط أساس أعلى.

- إن التأكد من بلوغ معدل التضخم ذروته من شأنه أن يمنح البيت الأبيض وبنك الاحتياط الفيدرالي نقطة حوار إيجابية وجرعة من الراحة.

- لكن يبدو أن الخبر السار ربما يصبح محفوف بالمخاطر المرتبطة بمقياس الأسعار الأساسية لتكاليف الغذاء والغاز، والذى ارتفع بنسبة 0.6% في المائة في أبريل مقارنة بالشهر السابق ، أسرع من زيادته بنسبة 0.3% في مارس. يراقب محافظو البنوك المركزية والاقتصاديون هذا المقياس عن كثب أثناء متابعة اتجاه التضخم.

- لا يزال أمام صناع السياسات طريق طويل لخفض زيادات الأسعار إلى مستويات طبيعية ومستقرة، من المرجح أن يبقى تقرير يوم الأربعاء التركيز على محاولة كبح جماح التضخم الذي لا يزال قائماً بالقرب من أسرع وتيرة له منذ 40 عاما.


هل تبدأ ارتفاعات التضخم فى التباطؤ؟

يتوقع الاقتصاديون أن تتباطأ زيادات الأسعار إلى حد ما هذا العام. لكن التساؤل الذى يفرض نفسه الآن: ما مدى سرعة الانخفاض؟

- يتوقع عديد من المحللين أن يشهدوا زيادات أبطأ في الأسعار أو حتى تخفيضات صريحة فيها على عديد من السلع ، لكن مثل هذه التوقعات تبدو غير مؤكدة بشكل متزايد.

- تهدد عمليات الإغلاق في الصين والحرب في أوكرانيا بتفاقم نقص الإمدادات لرقائق أشباه الموصلات والسلع وغيرها من المنتجات المهمة.

- على سبيل المثال، لا تزال التوقعات الخاصة بسوق السيارات غير واضحة، بالرغم من وجود بعض العلامات على أن نقص المعروض من السيارات المستعملة آخذ في التراجع، لكن نقص الرقائق لا يزال قائما ولا تزال الشركات تكافح من أجل الانتهاء من صناعة السيارات.
- انخفضت أسعار السيارات والشاحنات المستعملة في أبريل مقارنة بالشهر السابق، على الرغم من أنها انخفضت أقل مما كانت عليه في الشهر السابق. وانخفضت أسعار قطع غيار السيارات في مارس آذار لكنها استأنفت زيادتها الشهرية في أبريل. كما تسارعت أسعار السيارات الجديدة بعد فترة هدوء، حيث ارتفعت بنسبة 1.7 في المائة عن الشهر السابق.

- تتزايد أسعار الخدمات الآن بسرعة كبيرة، حيث ترتفع الإيجارات بشكل مضطرد ويؤدي نقص العمال إلى ارتفاع الأجور وارتفاع أسعار وجبات المطاعم وغيرها من المشتريات كثيفة العمالة. إذا استمر الوضع بهذا الشكل، فقد يبقي التضخم مرتفعاً حتى مع حل مشاكل العرض.
- ارتفعت الإيجارات بنسبة 0.6% في أبريل مقارنة بمارس ، وارتفع مقياس تكاليف الإسكان التى يعتمد على  حصر الإيجارات لتقدير تكلفة المساكن المملوكة 0.5% بدلاً من 0.4% بالمئة في الشهر السابق.  يمثل ارتفاع تكاليف الإسكان مشكلة كبيرة بشكل خاص، لأنها تشكل حوالي ثلث مؤشر التضخم الإجمالي.


الفيدرالى يحاول ترويض التضخم
 
- بما أن التضخم يخاطر بالبقاء مرتفعاً، فإن بنك الاحتياط الفيدرالي يرفع أسعار الفائدة في محاولة لمنع التضخم من الخروج عن نطاق السيطرة بطريقة دائمة.

- بعد عام كامل من الزيادات السريعة غير العادية في الأسعار، كانت توقعات الأسر والمستثمرين لزيادات الأسعار المستقبلية تزحف إلى الأعلى، واستمرار ارتفاع الاسعار يجبر المستهلكين على تعديل سلوكهم الشرائى، وطلب زيادات أكبر وفرض مزيد على السلع والخدمات.

رفع صانعو السياسة في مجلس الاحتياط الاتحادي سعر الفائدة الرئيسي للمرة الأولى منذ عام 2018 في مارس، ثم أعقبوا ذلك بأكبر زيادة منذ عام 2000 في اجتماعهم الأسبوع الماضي.

- يأمل مسئولوا الفيدرالى في إبطاء الإنفاق السريع والتوظيف من خلال جعل اقتراض الأموال أكثر تكلفة، مما قد يساعد العرض على اللحاق بالطلب. ومع عودة الاقتصاد إلى التوازن، ينبغي أن ينخفض التضخم.

- يأمل الفيدرالى أن تنجح سياساته فى تخفيف حدة النمو الاقتصادي من دون دفع البطالة إلى الارتفاع أو إغراق الولايات المتحدة في الركود. لكن المسؤولين اعترفوا بأن التعامل مع الاقتصاد بلطف سيكون صعباً، وأشاروا إلى أنهم على استعداد لاتخاذ قرارات اقتصادية مؤلمة إذا كان هذا هو ما يتطلبه الأمر لمعالجة التضخم المرتفع.


تحذير اقتصادى

- حذر الاقتصاديون من طرح فكرة خفض الضرائب التى تمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشكلة التي يحاول المشرعون معالجتها وفقدان السيطرة على التضخم . يخاطر صناع السياسات والبرلمانيون بزيادة تحفيز الطلب الاستهلاكي المتفشي بالفعل من خلال توفير سيولة لدى المستهلكين، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع على المستوى الوطني.

- تأتي الشهية الجديدة للتخفيضات الضريبية في وقت تتوفر فيه السيولة داخل الولايات بعد انتعاش اقتصادي أسرع من المتوقع في عام 2021 وضخ 350 مليار دولار من أموال التحفيز التي خصصها الكونجرس للولايات والمدن العام الماضي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة مقالات وتحليلات أخرى للكاتب اضغط هنا

سجل الآن ليصلك آخر المستجدات اليومية عن السوق:

ATFX هي وسيط تداول عقود الفروقات الرائد عالميًا في خدمات التداول عبر الإنترنت. تقدم ATFX أكثر من 500 أداة متداولة بعقود الفروقات للمتداولين حول العالم. تضع ATFX العميل أولا, كفلسفة عامة بنيت عليها الشركة منذ التأسيس ...

إقرأ المزيد

v